هل يخفى على المسؤولين؟

في بلدنا، بلد الأمان، كما في البلدان المتحضرة، يُفترض أن يشعر الجميع بالاطمئنان، بادئ ذي بدء ليس في هذا المجتمع من يُقْدِمُ على أذية غيره في جسده أو ماله أو عِرضه، وحُماة الأمن سيعيدون له ما سُلب منه، وسيتم تعويضه بما يُناسب عودته إلى الطمأنينة التي فقدها هنيهاتٍ بسيطة.

ولكن المشكلة تصبح ذات دلالات خطيرة حين يتحول هذا النظام الرادع إلى قطاعٍ خاص لا يتحرك إلا أن قبض أجره، فهذا لعمري ما يزرع الخوف في جوفي كما في غيري.

كيف يجرؤ شرطي أن يتلكأ في تنفيذ مهمته، أو أن يطلب من صاحب الحاجة مالاً أو طعاماً أو حتى علبة سجائر!

كيف يُعرِضُ بعضهم عن فتح ضبط إلا بعد أن يقبض المعلوم!

كيف يقول الشرطي للمسروقة سيارته مثلاً: «لا تنس الشباب من الإكرامية حتى لا تُنسى قضيتك وتضيع بين الأدراج».

ومثله للمسروق بيته، ومثله للمضروب، ومثله ومثله...

لا شك أن ما ذكرتُه لا يخفى على المواطنين، فترى هل يخفى هذا على المسؤولين؟؟

يا سادتي! حين تُفقد الثقة برجال الشُّرَط، فماذا بعد؟!

 ■ محمد عصام زغلول

آخر تعديل على الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2016 22:15