المافيا في الميادين!
لا شك أن تردي الأوضاع المعاشية، والبطالة، وتراجع المستوى التعليمي، وازدياد عدد المتسربين، وانتشار العلاقات الاستهلاكية والانتهازية، عوامل أساسية في انتشار الجريمة، وحالات النصب والاحتيال والسحر والشعوذة، بل وحتى المخدرات. حيث أصبحت منطقة الميادين بؤرة للتعاطي والتجارة، ويضاف إلى ذلك عوامل الفساد والرشوة .
تحصل يومياً في الميادين حوالي /25/ عملية سرقة، ما بين تشليح علني في وضح النهار، أو سرقة بيوت ودراجات نارية وأغنام وأبقار. ويمكن أن نسوق مثالين على ذلك:
1 ـ فتاة تمشي مع أمها عصراً، في شارع الجيش، خطف الذهب منهما علناً ووجوه الخاطفين مكشوفة؟!
2 ـ مواطن أوقف دراجته أمام دكانه، وعندما فتحه، دفع إلى الداخل وأغلق عليه الباب، وسرقت دراجته.
وقد ترك العديد من السكان بيوتهم ورحلوا من بعض الشوارع الموبوءة حفاظاً على أنفسهم وعلى أسرهم. وهناك حالات متعددة ممن يدعون المشيخة ويمارسون السحر والشعوذة، بل ويحاولون التحرش بالنساء، ويتقاضون مبالغ كبيرة تصل إلى خمسة آلاف ليرة لقاء كل استشارة. فإحدى الفتيات تعاني من صداع نصفي (الشقيقة)، كتب لها أحد الشيوخ حجاباً (رقية)، وحاول الاعتداء عليها، ولما علمت أسرتها، فتحوا الحجاب، وتبين لهم أن ما كتبه هو أغنية للمطرب العراقي صلاح عبد الغفور (شلونك عيني شلونك)، فاستدرجه أهل الفتاة إلى منطقتهم، وعوقب ضرباً بالأحذية من قبل أهل المنطقة جميعاً. والأخطر من ذلك، انتشار ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات، فبالقرب من مدينة الميادين، تقع بلدة القورية، ويتمركز فيها عدد من التجار المعروفين، حتى لبعض الجهات المسؤولة، ويمارسون نشاطهم دون رقيب؟!
وإذا تطرقنا إلى التعدي على الأملاك العامة، نتساءل بقدرة من أصبح الكورنيش /12/ متراً بدلاً من ثلاثين؟ وحرمة نهر الفرات نصف متر بدلاً من أربعين؟!وختام الفساد، فساد بعض الجهات المسؤولة، فإذا سُرقت لك دراجة وراجعت من أجلها، يُطلب منك دفع مبلغ ستة آلاف ليرة لتعاد لك بقدرة قادر. فماذا نسمي ما يحدث في الميادين؟!
■ قاسيون - الميادين