هل مشيتم إلى قرية اسمها (عكوبر)؟..

قد لا نستغرب إذا علمنا أن عشرات القرى النائية، في المحافظات البعيدة، تعاني من سوء الخدمات العامة، وخاصةً خدمات النقل منها وإليها. ولكن، أن تكون هذه القرية واقعةً في منطقة سياحية بالقرب من العاصمة، ولا تبعد عنها سوى كيلومترات قليلة، فهذا لا يثير الاستغراب فحسب، وإنما يشكك بكلّ ما يمكن أن تدعيه الحكومة فيما يتعلق بأرقام النمو وآجاله الزمنية..

في هذا السياق نؤكد أن ثمة قرية في هذا الوطن تبعد عن دمشق 35 كم فقط، وتدعى (عكوبر)، وهي تحاذي مدناً ومواقع سياحية وتاريخية هامة مثل؛ صيدنايا، معلولا، رنكوس، وتقع على تقاطع عدد من الطرق الرئيسية في القلمون، ومع ذلك لا توجد حتى الآن وسيلة نقل جيدة مخصصة لسكانها الذين يعانون الأمرّين في الذهاب إليها والإياب منها. فما عسى محافظة ريف دمشق تقول في هذا الأمر؟! وما هي المبررات التي يمكن أن تسوقها لتسد الذرائع؟ وترى ما السابق وما اللاحق في هذا المنحى، أي ما الناموس الذي تؤمن به محافظة الريف، وكيف تجيب على السؤال التالي: هل الخدمات هي التي تثبت السكان في قراهم، أم أن وجود السكان هو الذي يرفع من مستوى الخدمات؟
ريثما تجيب المحافظة على هذا السؤال، نؤكد أن سكان قرية (عكوبر) باتوا يفضلون عدم زيارة قريتهم إلا في المناسبات، مؤثرين البقاء في بيوتهم الكرتونية في عش الورور وجبل الأكراد وحارة الطنابر، فهل هذه هي خطة المسؤولين لرفع الضغط عن العاصمة؟!..