طلاب التعليم الموازي في القرون الوسطى

بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها الطلاب المتقدمون لمفاضلة التعليم الموازي لهذا العام، نتيجة عدم قبولهم في أي قسم من أقسام الجامعة، بعد تحديد وتنفيذ وزارة التعليم العالي لشرطين، كانا كافيين لحرمان المئات من الطلاب من دخول أي فرع. الأول: انتقاء واختيار قسمين فقط في ورقة المفاضلة، والثاني: ارتفاع معدلات القبول إلى حدود المفاضلة العامة للوزارة، وأحيانا بأقل من علامتين أو ثلاث فقط. الأمر الذي أدى لخيبة أمل كبيرة لدى الأهل بعد أن وجدوا في التعليم الموازي شيئا من العام، ولو أنه "بالمصاري" ولكنه في كل الأحوال أفضل من الدراسة في الجامعات الخاصة، والتي أثير حولها الكثير من الأسئلة والاستفسارات، والشكوك في مصداقية شهاداتها بالفترة الأخيرة، وأعرب الأهالي عن امتعاضهم واستنكارهم لهذين الشرطين، اللذين كانا كفيلين بتوجه المئات إلى الجامعات الخاصة، أي أنهما جاءا لمصلحة تلك الجامعات قولاً واحداً!

الصدمة والخيبة لم تنتهيا هنا، بل اكتمل السيناريو أمام الهيئة المركزية لشؤون الطلاب في جامعة دمشق، عندما قدم الطلاب لاسترجاع ال"25"ألف ليرة سورية التي دفعوها كبدل تسجيل عند التقدم إليها، وباللغة التجارية «عربون» باعتبار أن التعليم أصبح تجارة بحتة، فكان منظر الطوابير الواقفة تحت الشمس، والجالسة على الأرصفة، ومن كل الأعمار بانتظار الموظف ليخرج إليهم كل نصف ساعة، ويصعد إلى السلم الخارجي المتوضع أمام الهيئة، وينادي على بضعة أسماء بهمجية، مع الدلال للبعض الآخر، ثم يعود إلى وكره، ليغيب فيه ساعات طويلة، ناسياً الطوابير المنتظرة خارجاً، ليبدأ معها «الطحش» والسباب، وما لذ له وطاب من الكلمات المقززة، وكأننا، نحن الطلاب الجدد، نعيش في القرون الوسطى، لا عصر التكنولوجيا والانترنيت وثورة الإتصالات.