الشرفاء فقط.. هم الخالدون
إن أي متابع عادي للشأن الاقتصادي كان على علم ودراية بما يجري من مناوشات حادة بين الفريق الاقتصادي ومجموعة كبيرة من الاقتصاديين المعروفين بنضالهم الطويل ضد سياسات النقد والبنك الدوليين وسياسات الليبرالية الجديدة، فكيف الحال إذا كانت هذه السياسات هي صلب ما يفرضه الفريق الاقتصادي على الواقع السوري؟؟
إن الكلام الصريح الذي قاله نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري في حفل تأبين الزعيم وأمام الملأ بأن «عمره وخبرته وعلمه وكل ما يملكه من علاقات لا تكفيه كي يضع نفسه موضع المقوّم لشخص عصام الزعيم»، ماهو سوى دليل على صحة المواقف والسياسات التي انتهجها الفقيد «الزعيم» في حياته وناضل من أجلها بكل صلابة وعزيمة، ولعل حوارنا الأخير معه في قاسيون فند سياسات الفريق الاقتصادي، فالزعيم تحدث بألم ومرارة عن سلوك الفريق الاقتصادي، حيث كان يرى أن رفع الدعم هدف ليبيرالي وكذلك تحرير التجارة قبل تقوية الصناعة، وأصر أن ارتفاع الأسعار سببه السياسات الاقتصادية الخاطئة التي «يرتكبها» الفريق الاقتصادي الذي يقوده الدردري وإن سياساته الاقتصادية تنحاز لمصلحة الأغنياء.
وكان أخطرما نوه به الراحل الكبير هو إن التعددية الاقتصادية مهددة في سورية في حين نرى أن وجهة النظر الأولى وسياساتها عكس ذلك تماماً، كما كان هناك اختلاف كبير بينهما حول أرقام النمو التي لم يتوافقا عليها يوماً. ثم إن الذي يلعب دوراً ريادياً في رسم السياسات الاستشرافية لمستقبل سورية حتى عام 2025 يجب أن يكون في المكان المناسب لا أن ترفع دعاوى ضده، ثم تجري محاولات تحريكها قبيل وفاته، وهي التي أكدت الوقائع بطلانها، وتأكد حقد الفاسدين عليه من أناس ما زالوا في مواقعهم يسرحون ويمرحون ويعيثون فساداً، وشكلت بمثابة الجلطة الثانية للعائلة جميعاً، ولنجله مجد خصوصاً.. فبعد كل ذلك هل بقي مكان للمزاودات..؟؟
إن هذا الريادي كان من الأوائل الذين وقعوا على نداء: «لا لرفع الدعم» وقد وصفتموه آنذاك بالإيديولوجي والماركسي وووو … ومع ذلك حاولتم وما تزالون تنفيذ المطلوب منكم من صندوقي النقد، والبنك الدوليين، واضعين المواطن في آخر اهتماماتكم، ليعيش في ظل توجهاتكم في فقر مدقع يدفعه إلى أسفل السافلين.
إن الجملة الوحيدة التي قيلت وكانت صحيحة هي أنكم لاتعلمون إن كنتم وأعضاء فريقكم الاقتصادي الذين يتملقهم الناس الآن بسبب مناصبهم، سيحظون بعد مماتهم بمثل هذا التكريم الكبير النابع من القلوب...
فتحية لذكراك أيها الراحل الكبير لأنك حتى بعد مماتك كنت عالياً...
ولن يستطيع أحد النيل من مواقفك...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ■