تأبين الراحل «الزعيم».. هل عرفت الفراغ الذي تركته برحيلك؟

أقامت جمعية العلوم الاقتصادية، وعائلة الباحث والاقتصادي الراحل الكبير د. عصام الزعيم حفلاً تأبينياً في 24/1/2008 في مكتبة الأسد بحضور شعبي كبير غصت به قاعة المحاضرات، وحضور رسمي لا يعكس حقيقة طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين الراحل والكثير من المسؤولين، وخاصة الفريق الاقتصادي.

بدأ التأبين بآيات من الذكر الحكيم...

 ثم ألقى د. كمال شرف رئيس جمعية العلوم الاقتصادية كلمة بالمناسبة أكد فيها:

 أن عصام الزعيم كان النموذج الفذ للعلماء، وقد جسّد بفكره وعمله وسلوكه قيماً جليلة وعظيمة اتسمت بالمعاني الإنسانية الصادقة. لقد كان الصديق الصدوق الذي قدس العلم والقيم المثلى والمعرفة.. أحب الوطن مزدهراً، وكان يرى أن الخلاص من الأزمة هو بردم الهوة بين الغني والفقير، فقدم قدوة حسنة في العمل، عبر تقديمه مساهمات اقتصادية هامة في الحقل الاقتصادي.

وألقى يعقوب كسواني كلمة جمعية اقتصاديي العالم الثالث قال:

 فيها إن عصام الزعيم سيبقى خالداً في نفوس كل من عرفه لأن فكره يشع في السماء لينير الدروب، وكان شجاعاً في طرح فكره ففرض على الآخرين احترامه، وظل منحازاً للوطن والأمة والفقراء.. وأضاف لا نعرف في هذا المقام الحزين بمن نعزي بالسياسي المخضرم أم بالاقتصادي أم بالإنسان.. لقد كان من ألمع مؤسسي جمعية اقتصاديي العالم الثالث.

كلمة أصدقاء الفقيد ألقاها الأستاذ محمود عبد الفضيل (مصر):

متحدثاً عن علاقته بالزعيم التي تعود لأكثر من أربعين عاماً عندما كانا يناضلان في باريس ضمن صفوف الحركة الطلابية العربية، وكانت هذه الفترة حسب الفضيل من أبرز نشاطات الحركة الطلابية، وقد كان الزعيم من أبرز القادة الشباب حنكة في الاقتصاد والسياسة. لقد ظل الزعيم على موقفه النقدي المدافع عن مقولة السير على ساقين قويتين أي القطاع العام والخاص معاً، ورغم مناصبه العديدة لم يتأثر بالتغيرات السياسية ورحيله خسارة كبيرة للاقتصاد العربي.

وألقى عزت الكنج كلمة الاتحاد العام لنقابات العمال فقال:

إن الراحل الكبير كان واحداً من الأعلام العظماء الذين افتقدهم الوطن وخاصة الطبقة العاملة، وهو يستحق أن نضع اسمه في لوحة الحياة في قطرنا، وأضاف: إننا عندما نقف اليوم في تأبينه، فإننا كطبقة عاملة نقف أمام مناضل وفي لانتمائه الطبقي. عرفنا فيه الصدق مع النفس والوطن.

كلمة الفعاليات الاقتصادية السورية ألقاها راتب الشلاح فقال:

 إنه عاش أكثر أيامه في الخارج، لكنه يمثل حالة سورية فريدة في طرح أفكاره حول القضايا الاقتصادية والقومية والوطنية، وقد درس التفاصيل كما العناوين، فكان يرى أن سورية بحاجة إلى تنمية مستدامة.. ودعا الشلاح إلى الاستفادة من فكر الراحل في المراحل القادمة لأنه يعتبر علامة فارقة في الاقتصاد السوري.

ثم ألقى حنين نمر الأمين العام الأول للحزب الشيوعي السوري كلمة قال فيها:

كلما استغرق عصام الزعيم في نومه العميق هادئاً مستريحاً، بعيداً عن الصخب والحيوية اللذين كان يشيعهما في حياتنا الثقافية، كلما كبر إحساسنا بحجم الفراغ الذي خلفه وراءه.

«لم يكن عهدنا هكذا يا زعيم.. أن تحمل عصاك وترحل وأنت في أوج عطائك، وفي قمة تدفقك الفكري والثقافي، وفي ذروة حاجتنا إلى ينبوعك المعرفي.

فأنت واحد من قلة تركت بصماتها على الفكر الاقتصادي العالمي، وأنت من أوائل من حمل الشموع لإضاءة طريق تطور بلدان العالم الثالث وفق خصوصياتها المعقدة، وأنت من أوائل من فهم وفسّر وحلّل آلية النهب الإمبريالي لهذه البلدان المتعبة والغنية، ورؤيتك ومعالجتك للعولمة والعولمة البديلة كانت ذروة من ذرى الفكر.

لقد كنت في طليعة من استخدم المنهج الماركسي في اكتشاف طرق وصول هذه البلدان إلى الاشتراكية ذات الخصائص القومية، وقد حاولت ونجحت في إلباس هذه الدول ثوب الاشتراكية الخاص بها، دون أن يبعدك اجتهادك هذا عن استخدام القوانين العامة للاشتراكية العلمية، وخاصة منهجها المادي الجدلي، دون أن يغرقك ذلك في الجمود العقائدي والتزمت النصوصي.

كنا نحن الشيوعيين السوريين، ومازلنا، بحاجة إلى بذل جهود كبيرة لتعريب الماركسية، وكنت واحداً أساسياً ممن أسهموا في اكتشاف العلاقة الجدلية بين العام والخاص: العام الاشتراكي الماركسي، والخاص العربي السوري.

ثم ألقت زوجة الراحل «كارمن أريولا الزعيم» كلمة آل الفقيد قالت فيها:

قررت أن ترحل في ليلة شتوية باردة..

وأردت لروحك أن تمتزج بماء الفرات العريق..

هل قصدت أن تدوم أفكارك وتسيل كنهر أبدي؟

هل كنت تعلم أنك ستوارى حتى ترقد للأبد في حلب التي عشقت؟

تركتنا وحيدين نحن عائلتك وسورية حب حياتك

هل أدركت كم نحبك؟

هل عرفت الفراغ الذي تركته برحيلك؟

هل تعلم أن ذكراك لن تموت أبداً؟

استرح بسلام أيها الغالي..

من صميم قلبي أشكركم لحضوركم هذا المساء معنا

والسلام عليكم وعلى روح أراها هنا..

كما ألقيت في المناسبة كلمات للنائب الاقتصادي التي ووجهت بسخط الحضور، ووزير الصناعة، وأصدقاء الفقيد من لبنان ألقاها كمال حمدان، واعتذر علي ناصر محمد عن الحضور بسبب ظروف طارئة، ولم يستطع نجله مجد من إلقاء كلمته واكتفى بالقول إنه «الأب العظيم..» واعتذر عن المتابعة ليلقى التصفيق من الحضور.

آخر تعديل على الأحد, 04 أيلول/سبتمبر 2016 11:59