موظفة في المصرف المركزي تدخل موسوعة غينيس!

إن العنوان ليس مجرد كلام، بل هو في الحقيقة فيه كل الصدقية لأن بعض الموظفين في المصرف يفكرون برفع اسم إحدى زميلاتهم لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية لما حظيت به هذه الموظفة من إيفادات خلال عامي 2007- 2008 كل على حد، الأمر الذي جعل بعض العاملين في المصرف يتوقع بأن المصرف وسياسته النقدية في سورية يسير بقدرة هذه الموظفة، ولولاها لكانوا وكان المصرف في خبر كان.

إن إيفاد تلك الموظفة يبين بوضوح الشمس أن الجهات الحكومية ومؤسساتها المختلفة بعيدة كل البعد عن العدالة في البعثات وإيفاداتها. حيث من المفترض أن تكون العناصر المختارة ذات كفاءة عالية ويخدم إيفادها مصلحة العمل والخطة، لكن أن تعتمد إحدى هذه الجهات موظفة واحدة في خمس مرات ولمدة 75 يوماً في عام واحد هو عام 2007، والموظفة نفسها منذ بداية 2008 وحتى الآن أيضاً بخمس مرات ولمدة 24 يوماً فيه الكثير من إشارات الاستفهام التي تستدعي إعادة النظر بهذه الإدارة، خاصة إذا عرفنا أن المعني هو إدارة المصرف السوري المركزي وحاكمه أديب ميالة. ولكي نكون في صلب الحقيقة إليكم الكتب والوثائق التي أصدرها الحاكم في هذا الأمر لموظفته السعيدة الحظ التي تدعى «بتول رضا» مديرة مكتبه.

الإيفادات في عام 2007:

ـ إيفاد الآنسة بتول رضا، بموجب القرار 517 بتاريخ 7/2/2007 إلى أبو ظبي للمشاركة في ورشة العمل المتخصصة التي ينظمها معهد صندوق النقد الدولي بالتعاون مع مركز دراسات البنوك المركزية التابعة لبنك إنكلترا في مجال السياسات النقدية والتي أقيمت في الفترة ما بين 24/2 - 26/2/2007.

ـ إيفاد المذكورة إلى الجمهورية اللبنانية في مهمة رسمية خلال الفترة الواقعة ما بين 11/4 - 13/4/2007.

ـ إيفاد المذكورة إلى بيروت للاستفادة من الدورة التدريبية التي ينظمها صندوق النقد الدولي مركز الدعم الفني للشرق الأوسط في مجال قضايا القطاع الخارجي التي أقيمت في الفترة الواقعة ما بين 16/4 - 27/4/2007.

ـ إيفاد المذكورة للاستفادة من الدورة التدريبية التي ينظمها صندوق النقد العربي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي في مجال إدارة الاقتصاد الكلي وقضايا مالية الحكومة التي أقيمت في أبو ظبي ما بين 8/3 - 29/3/2007.

ـ إيفاد المذكورة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستفادة من الدورة التدريبية في مجال البرمجة المالية والسياسات التي أقيمت ما بين 23/7 - 7/9/2007!!

أما الإيفادات في عام 2008 كالتالي:

ـ ترشح الآنسة بتول رضا لدورة السياسة النقدية في البنوك المركزية في المصرف المركزي الألماني مدة عشرة أيام ما بين 3/2 - 14/2/2008.

ـ الموافقة على ترشيح الآنسة بتول رضا رئيس مكتب الحاكم لشؤون السياسة النقدية لحضور ورشة عمل التي ينظمها البنك المركزي الأوربي في مجال استراتيجية السياسة النقدية ونظام الصرف في الدول المتوسطية في فرانكفوت ما بين 24/6 - 25/6/2008.

ـ الموافقة على ترشيح الآنسة بتول رضا رئيس مكتب الحاكم لشؤون السياسة النقدية لحضور ورشة العمل التي ينظمها معهد السياسات النقدية في صندوق النقد العربي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي في مجال قضايا السياسة النقدية وعملياتها بمدينة أبو ظبي ما بين 11/5 - 13/5/2008.

ـ الموافقة على ترشيح الآنسة بتول رضا رئيس مكتب الحاكم لشؤون السياسة النقدية لحضور دورة تدريبية ينظمها البنك الفرنسي حول مكافحة  التزوير في باريس فرنسا ما بين 20/5 - 23/5/2008.

ـ الموافقة على ترشيح الآنسة بتول رضا رئيس مكتب الحاكم لشؤون السياسة النقدية لحضور دورة تدريبية حول أسعار الصرف والسوق النقدي التي ينظمها بنك الخليج الدولي بالتعاون مع معهد البحرين المصرفي والمالي في البحرين ما بين 6/4 - 10/4/2008.

والسؤال الذي يطرحه موظفو البنك المركزي، إذا كانت هذه الإيفادات الخارجية تجري في العلن، ترى كم هو عدد الإيفادات الداخلية التي لم يصرح عنها، والتي تؤكد غياب العدالة؟

وعليه فإننا بدورنا نسأل أين هي الكوادر التي يتحدث «حاكمنا» عن ضرورة تأهيلها، أم أن مديرة مكتبه هي الوحيدة التي تستحق تلك الدولارات والصولات والجولات السياحية؟

إننا نقترح على الحاكم تعيين هذه الموظفة بصفة «سفيرة سورية للمصارف»..

ويجب التأكيد في النهاية أننا إذ نسلط الضوء على أي خلل أو فساد في جهة حكومية، لا نبتغي من ذلك العداء الشخصي لهذا المسؤول أو ذاك، بل غايتنا الوحيدة هي فضح وتعرية مظاهر الفساد بغض النظر عن صفات الناس أو مكانتهم.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.