صورتان متناقضتان من مشفى البوكمال
في مشفى الباسل في البوكمال الملفتة بنظافتها هناك صورتان: صورة مضيئة وأخرى مظلمة، الأولى تتمثل بوجود إدارة متفانية تجاهد كي تقدم أفضل الخدمات للمواطنين، منكبة على عملها ملاحقة كل كبيرة وصغيرة بالتعاون مع قسم كبير من العاملين في المشفى من أطباء وممرضين وممرضات وفنين وعمال عاديين..
أما الجانب المظلم فيتمثل في عدم التزام بعض الأطباء بأوقات الدوام رغم العقوبات بحقهم، وقيام قسم منهم بتهريب المرضى إلى المشافي الخاصة التي يعملون بها، وبالأخص الذين يحتاجون عملاً جراحياً. والحجة عند هؤلاء الأطباء أن غرفة العمليات في مشفى الباسل غير معقمة وغير نظيفة!! ولا يكتفون بذلك، بل يؤكدون للمرضى أنهم غير مسؤولين عن تلوث الجرح، مما يخيف المرضى فيضطرون للذهاب إلى المشافي الخاصة..
يذكر أن المعدات الطبية الموجودة في مشفى الباسل، لا يوجد لها مثيل في المشافي الخاصة، لكن صغار النفوس من الأطباء يدفعهم جشعهم لبث مثل هذه الإشاعات المغرضة.. والغريب أن منهم من يدعي أنه قادر وعارف بالعمل على هذا الجهاز أو ذاك، وأنه خضع لدورة تدريبية في إحدى المحافظات، بينما في الحقيقة، هو نفسه كاد أن يقتل نفساً بشرية بسبب عنجهيته وادعائه العبقرية، وبالتالي لا يكون أمامه بعد أن يشعر بقرب وقوع الكارثة، إلا أن يستعين بعدد من الأطباء الأكفاء، ولولا الإعانة السريعة لحصلت أكثر من كارثة..
لا معنى لوثيقة تشير إلى أن حاملها قد خضع لدورة تدريبية، بل إن ذلك المدعي بحاجة إلى وثيقة تشير إلى أن حاملها قد مارس العمل الفعلي على هذا الجهاز أو ذاك لمدة لا تقل عن سنة، وعدد العمليات التي أجراها، ونسبة نجاح هذه العمليات، فلا يجوز ولا بأي شكل من الأشكال التلاعب بأرواح البشر لغايات غير شريفة. هذا ليس تنظيراً بل إنه قد حصل فعلاً في البوكمال..
فإلى متى يبقى الإنسان عند مثل هؤلاء سلعة رخيصة وزهيدة الثمن؟؟ أهذا ما فهمه أولئك من قسم أبقراط؟؟
البوكمال - مراسل قاسيون