وقت البذار انتهى، والبذار لم يصل بعد!
قبل سيطرة المناخ الجاف وقليل الأمطار، على مختلف مناطق القطر، وقبل وصول التصحر بالأراضي الزراعية لدرجة كبيرة،
كان الفلاحون في محافظة السويداء ينثرون بذار القمح بعد درسه وجني محصوله مباشرة، أي في شهر آب، أو أيلول على أبعد احتمال، أما مع سيطرة المناخ الجاف وامتداد التصحر، فأصبح الفلاح ينتظر إلى ما بعد التشارين، وفي هذه الأيام، وقد قارب موسم زراعة القمح على الانتهاء، ولم تبق إلا أيامٌ معدودات، فإن مئات الفلاحين في هذه المحافظة، ذات المستوى الاقتصادي والمعيشي المنخفض، مازالوا ينتظرون بذار القمح، وقد تعددت مراجعاتهم للمصرف الزراعي، حيث كان ينتظرهم الجواب نفسه دائماً: «لم يصل البذار إلى المحافظة بعد»، وفي الوقت نفسه، فإن بعض القرى المتاخمة لحدود محافظة السويداء، والتي تتبع إدارياً لمحافظة درعا، قد بذروا قمحهم الذي حصلوا عليه من الدولة، ويبيعون ما زاد عنهم بسعر 17 ل.س للكيلو غرام الواحد، وكانوا قد استلموه من المصرف الزراعي بسعر 12 ل.س. فهل وصل قمح البذار، الذي هو أساس رغيف الخبز، للفلاح ولكل شرائح المجتمع، إلى السوق السوداء؟! كالإسمنت وغيره من المواد التي يتم احتكارها، والتحكم بسعرها عند الحاجة؟!
سؤال ينتظر الجواب من المسؤول عن قمع هذه الظاهرة، بتأمين البذار النظامي للفلاح من المصرف الزراعي بالسرعة الممكنة.
■ مراسل «قاسيون»- السويداء