رسالة دير الزور لماذا وضع العصي بين العجلات؟؟
سابقاً، عندما كان يجتمع المكتب التنفيذي في محافظة دير الزور، ويحضره مدارء عامون ورؤساء دوائر أخرى، كان المحافظ لا يخاطب مدير عام مؤسسة المياه السابق إلا بـ(البطل والأستاذ)، وإلى ما هنالك من ألقاب، وبالفعل كان هذا المدير أستاذاً في فن السرقة، وبطلاً صنديداً بالفساد عن جدارة فائقة، ولم يكن أحد يعلم معيار البطولة عند محافظ دير الزور حتى يطلق هذه الألقاب؟؟
على مدى عدة سنين مارس هذا المدير الفساد دون أن (يكشفه) المحافظ، رغم كبر حجم السرقات التي قام بها مع عدد من الفاسدين، لكن الأغرب من ذلك أن محافظ دير الزور لم يمتدح مديراً إلا وبدا لاحقاً أنه كان من عتاة الفساد المنظم في المحافظة وبطلاً بامتياز على هذا الصعيد، والأسماء كثيرة.
الآن تم تشكيل مجلس جديد لمدينة البوكمال، يرأسه مهندس شاب لديه كفاءات عالية، وهو مندفع للعمل, ويشهد له الجميع بالنزاهة، وتمت تزكيته من أهالي المدينة قبل أن يزكيه فرع الحزب بدير الزور وشعبة الحزب في البوكمال. وبعد أن قطع المحافظ الأمل في مقدرته لفرض من يريد ويكون على مقاسه، وليكون بطلاً مثل الأبطال السابقين، بدأ بوضع العصي بالعجلات بإفشال رئيس مجلس مدينة البوكمال الجديد عبر خطوات مدروسة كان أولها الموافقة لرئيس البلدية السابق بفك ما يقارب الثلاثين عقداً لعمال التنظيفات لخلق حالة من الإرباك، ثم قام إعطاء عدد كبير من الموافقات لأكشاك توضعت على الأرصفة، حتى أصبح السير على الكثير من هذه الأرصفة متعذراً لوجود الأكشاك..
أما الدليل الواضح على استيائه، فهو عدم قيامه بأية زيارة لمدينة البوكمال رغم مضي ثلاثة أشهر من عمر المجلس الجديد، مع العلم أن هذه الزيارة واجبة وضرورية ليقف على احتياجات المدينة بشكل ميداني ويشد من أزر رئيس البلدية، ففشل المجلس الجديد هو فشل للجميع أولاً وأخيراً..
ولكن، والحال كذلك، فإما أن المحافظ يريد أن يثبت لفرع الحزب وشعبة البوكمال بأن اختيارهم كان غير صائب وغير مناسب، وأنه كان لابد من الأخذ برأيه، وإما أنه يخاف من مرور موكبه وسط مدينة العشارة الذي لا مناص منه كي لا يرى الشارع العام الذي لا يوجد مثيل له في الربع لكي لا يسمع شكاوى مواطني البوكمال عن الخسوفات في شوارع مدينتهم الناتجة عن سوء تنفيذ شبكة الصرف الصحي التي نفذت في عهد رئيس البلدية السابق بعلم المحافظ ومباركته؟؟ علماً أن المحافظ كان يرى أن المذكور هو أفضل رئيس بلدية في المحافظة!!!
أو لعل المحافظ لا يريد أن يرى الأزمة المرورية المفتعلة في البوكمال بعد إجبار سيارات قرى الجزيرة على عدم دخول المدينة، في الوقت الذي بقيت فيه سيارات قرى (الشامية) منتشرة في الشوارع والحارات متخذه منها كراجات خاصة لها.
لقد آن الأوان لمحافظة دير الزور بشكل عام، ولمنطقة البوكمال بشكل خاص أن تأخذ حقها في التخديم والتجميل، وهذا ليس صعياً إذا توفرت الإرادة الطيبة والكوادر المخلصة والنظيفة..