عجائب الدنيا السبع وخرائبها
من المعروف أنه يوجد سبع عجائب في هذه الدنيا، يقابلها أربع خرائب أيضاً، هذه الخرائب هي خرابة ديرالزور وخرابة الميادين وخرابة العشارة وخرابة البوكمال، وجميع هذه الخرائب تقوم على خط سير واحد.
الشوارع في خرابة البوكمال، تعاني من كثرة الحفريات والجور والنتوءات، وأرصفتها تحولت إلى أماكن لعرض البضائع والخضراوات، وتنتشر الأكشاك فوقها، فلا تستطيع امرأة ولا طفل ولا شيخ السير على هذه الأرصفة، وهي فوق ذلك ليست على سوية واحدة، حيث ترتفع تارة وتنخفض أخرى. ومع أن البوكمال واقعة على ضفة الفرات العظيم، إلا أنها تعاني العطش وغياب التصفية والتنقية للمياه. وكثيرة هي الأحياء التي لا تصلها المياه إلا في الساعات الأخيرة من الليل، فمحطة التصفية الجديدة لم تقلع بالعمل رغم مرور أكثر من أربع سنوات على تجهيزها.
أما من ناحية الكهرباء فيصلنا التيار ضعيفاً تارةً وقوياً جداً تارة أخرى، ما أدى إلى احتراق الكثير من الأجهزة الكهربائية المنزلية، من برادات وغسالات وتلفزيونات، حتى وصل عدد ورشات تصليح هذه الأجهزة إلى مئة ورشة، في الوقت الذي نجد فيه ارتفاع أرقام فواتير الكهرباء تثقل كاهل المواطن ويقف عاجزاً أمامها، ناهيك عن المطالبة بالتسديد الفوري، فهل وزارة الكهرباء تعرف كيف تأخذ ولا تعرف كيف تعطي؟.
أما مشفى خرابة البوكمال فحدِّث ولا حرج عن دواء فاسد وعدم قبول الأطباء المقيمين وامتناعهم عن الدوام. ويتغاضى معاون مدير المشفى عن ذلك ولا يرضى الانتقاد حتى في الصحافة.
أما من ناحية البلدية فقد مضى عام على استلام مجلس البوكمال ومكتبه التنفيذي ورئيسه، ولم يقدموا جديداً للمدينة، بل على العكس فإن الساحة العامة تحولت إلى كراج سيارات! والنظافة معدومة تماماً رغم وجود أكثر من ثلاثين عامل تنظيفات، والحجة دائماً: لا يوجد اعتماد.
وإذا كان من عجائب الدنيا الحدائق المعلقة، فإن الحدائق في البوكمال مطلّقة، ولا وجود لها، وما كان مخططاً على أنه حديقة، تحول إلى مكبات للقمامة والفضلات. بينما تحولت شوارع خرابة البوكمال إلى كراجات انطلاق عشوائية من وإلى القرى المحيطة بالمدينة، مما سبب أزمة مرور متفاقمة.
سبعون باصاً للنقل الداخلي تعمل على خط واحد لتزيد الطين بلة على مرأى ومسمع الجميع، رغم صراخنا الدائم، لكن لا حياة لمن تنادي. وتعاني دائرة السجل المدني من نقص كبير في الموظفين، ومن ضيق المكان، لدرجة يستحيل معها تسجيل مولود جديد أو الحصول على سجل أو بيان قيد.
هذه هي حال البوكمال.. أليس من الحق القول بأنها خرابة؟! أم أن خرائب العالم لا تشبهها؟!
■ البوكمال ـ تحسين الجهجاه