في الرقة.. مزارع وبلديات دون صرف صحي
أربعة عقود مرت منذ أن تم إنشاء المزارع في محافظة الرقة، وفق مخططات تنظيمية نموذجية، قامت ببنائها وزارة سد الفرات آنذاك.. شوارع وحدائق ومرافق عامة مختلفة وضعت لتخديم الفلاحين والعمال مع أسرهم وأطفالهم، لكنها بكل أسف، بقيت محرومةً من قضيتين أساسيتين..
الأولى: الهاتف، وقد طالبنا به في السنة الماضية عبر قاسيون، واستجاب المحافظ السابق مشكوراً، وتم تخديم أغلب المزارع، بعد مطالبات عديدة للأهالي استمرت نحو عقدين من الزمن.
الثانية: الصرف الصحي، حيث ينعدم في المزارع الكبيرة منها والصغيرة، وما زال الأهالي يحفرون جوراً فنية في البيت أو على الأرصفة لتخدمهم، ومعروف مدى خطورة هذه الجور الفنية وما ينتج عنها من انخفاسات وتلوث وغيرها.. ورغم المطالبات الكثيرة المستمرة منذ سنوات، لكن لا حياة لمن تنادي.
والأمر اللافت للنظر أن هذه المزارع لها بلديات ومجالس، لكنها مُهمَّشة من جهة، ولا تقوم بدورها المنوط بها من جهة أخرى.
أمام هذه الحال لا يسعنا إلا التوجه لمحافظ الرقة الجديد، لننقل إليه معاناة المواطنين المنتجين هم وأسرهم، هؤلاء الذين يقدمون الخيرات للوطن وأبنائه.. فهناك حوالي إثنتا عشرة مزرعة كبيرة يتراوح عدد سكان كلّ واحدة ما بين 3 إلى 5 آلاف مواطن، عدا المزارع الصغيرة، يطالبون بتخديمهم بالصرف الصحي، ولهم الحقّ في ذلك، وقد سبق أن طالبوا عبر المنظمات الشعبية والحزبية، وفي المؤتمرات المختلفة، لكن لم تكن هناك آذانٌ صاغية لمطالبهم، حتى أن البعض من السكان يرى أنّ هناك من لا يريد تحقيق مطالبهم ليتاح له المزيد من النهب..
إن لسكان هذه التجمعات السكنية الحقّ ولو بجزء من الأموال التي كانت تُهدر هنا وهناك على فلل بعض المسؤولين وخدماتها المتكاملة..
إننا في قاسيون نقف إلى جانب هؤلاء المواطنين، ونطالب معهم بالاستجابة لمطالبهم العادلة التي لم تعد تقبل التأجيل..