البوكمال... حتى قصر العدل لم يسلم من السرقة
مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، مثلها مثل معظم المدن والمناطق السورية تغص شوارعها بمظاهر البطالة، وتعصف بأسواقها موجات الغلاء المتتالية، وتختنق طرقاتها بأزمة مرور مصطنعة، وكل هذه الأزمات تسبب بها سياسة اقتصادية متخبطة وضمير غائب.
لكن المختلف في هذه المدينة عن سواها هو جرائم القتل المتلاحقة والسرقات اليومية التي راحت تحدث مؤخراً، والقانون هو أهم الغائبين، وكذلك سوء الإدارة، وعدم مبالاة الجهات المختصة.
ففي حادثة غريبة بمسرحها ومسروقاتها، قام مجهولون بمداهمة قصر العدل في البوكمال، وكسروا أبوابه، وسرقوا منه أسلحة حربية وأسلحة صيد حديثة كانت مصادرة وفق ضبوط أصولية.. بصورة تدعو للاستغراب والدهشة، مستغلين عدم وجود مفرزة عدلية لحماية العدل وقصره، وغياب الشرطي الوحيد المكلف بحراسة قصر العدل ليلاً.
إن سرقة قصر العدل ما هي الإ دليل على ما كتبته صحيفة قاسيون أكثر من مرة، بأن هناك انفلاتاً أمنياً على الصعيد الجنائي في المدينة، لكن أحداً لم يأخذه بعين الاعتبار، بل أقاموا الدنيا على مراسلنا في المدينة ولم يقعدوها رغم السرقات اليومية، وخاصة سرقة الدراجات النارية، فلا يكاد يمر يوم دون سرقات من هذا النوع..
والسؤال الأبرز في حادثة سرقة قصر العدل هو: هل من المعقول إيكال مهمة حماية هذا المكان الحساس لحارس واحد؟ ولماذا لم يتم تكليف بديل له للقيام بهذه المهمة طالما أنه اضطر للغياب؟
ومن مفارقات وطرائف تكرر السرقات، أن أحد الموظفين سُرقت دراجته النظامية، وبعد فترة أخبرته الجهات المختصة أن دراجته قد وجدت، فذهب حاملاً كل ما يثبت أن هذه الدراجة عائدة له، لكنه فوجئ بأن أحداً ما غيره قام باستلامها!! كيف حدث ذلك وعلى أي أساس؟!
يذكر أنه في وقت سابق سُرق جهاز المنتور من مشفى الباسل، وعدد من أكياس السيروم، ومقص الجبصين... والسؤال هنا: أليس تكرار وقوع حوادث السرقة مؤشراً خطيراً للفوضى واللامبالاة التي يعمل البعض على تفشيها في عموم البلاد؟!!
لقد أصبح أبناء البوكمال يتخوفون من أن يصحوا ذات يوم قريب فلا يجدوا شيئاً اسمه البوكمال!! فهل يعاد الأمن والأمان والاطمئنان لهؤلاء الناس ويُحاسَب المقصرون؟ أم أن الأمور ستستمر في السير على الخطى ذاتها بسبب الإهمال والتقاعس عن قيام المسؤولين بواجباتهم!!
الأهالي يطالبون بوضع حد لهذه الفوضى صوناً لكرامتهم التي هي أساس كرامة الوطن.
■ البوكمال