يوسف البني يوسف البني

نسائم من الجولان الحبيب

في الثاني من شهر آب الجاري انعقد المعسكر الصيفي لأبناء الجولان بالقرب من قرية مجدل شمس، وقد ضم في اليوم الأول حوالي 265 مشاركاً. وأطلق على هذا المعسكر اسم «مخيم الشام الصيفي 2008».

ومن مقالة «حضر العلم السوري وغابت الفضائية وإعلام الوطن» لسميح أيوب على الموقع الالكتروني للجولان، نقطف بعض أخبار هذا المعسكر. حيث قال:

«إدارة المخيم حملت على عاتقها نقل الرسالة والثقافة والتربية الوطنية، لأطفال لا يعرفون من الوطن غير اسمه، في زمن غابت فيه برامج الوطن وتواصله، هذه المدرسة الميدانية التي تجمع بين أمل العودة والتحرر، ونغصة الاحتلال الجاثم على الصدور. أطفال من رحاب ثرى الجولان، يعيشون التعارف والمحبة، طلاب جامعات ومدارس، وعمال مؤمنون بقضيتهم وحب وطنهم، تفرغوا لعشرة أيام ونيف للعمل التطوعي، فلذَّة العطاء عندهم، تفوق لذة الأخذ وكسب المال، ويتحول الجولان لعاصمة الثقافة الوطنية». 

ثم يوضح كاتب المقال عتباً لطيفاً، وهو مُحِقٌّ فيه تماماً، حيث قال: «في خضم هذا الحدث العظيم، يلاحظ المراقب والمهتم بأنه حضر العلم وحضر الأطفال، وتجمع الأهالي، وحضرت الوفود من فلسطين الحزينة والضفة الجريحة النازفة، حضر التحدي والشجاعة، ولم يحضر إعلام الوطن (وسائل الإعلام) ولو بخبر في صحيفة أو فضائية أو تلفاز!! ما السبب؟! هل أصبح إعلام الوطن حكراً لشخص أو لفئة لا تجيد سوى الشعارات البراقة، وغائبة عن أرض الواقع ومصلحة المحتمع؟! ألا يستحق الجولان إسماع صوته عبر شاشات وإعلام الوطن بعد أن كتم الاحتلال هذا الصوت؟!.... ولكننا سوف نستمر في طريق النضال، طريق الأجداد وإرثهم الوطني، ننقله إلى الأبناء والأحفاد، وستقرع أجراس الكفاح، ستصرخ ملء الفضاء علَّها تُسمِع الآذان الصماء النداء... علَّها تستيقظ الضمائر النزيهة، وربما تنصفنا بعد حين أجيال المستقبل» 

ثم تعهد الكاتب باسم أبناء الجولان بمتابعة النضال والمثابرة فقال: «سيبقى أطفالنا ينشدون حماة الديار عليكم سلام، ونشيد المخيم: 

فديت بمهجتي وطناً أبياً

درجت على مرابعه صبياً

سيبقى ما بقيت حمىً عصياً

على سهم الغزاة، وعبقرياً

ورايتك المجيدة في الأعالي

سننسجها بأفئدة الرجال

غداً بالعلم لا بالترهات

وبالأعمال لا بالأمنيات

سنصنع يا بلادي المعجزات

ونملأ مظلم الآفاق ضيّا

بيسراي الكتاب وفي يميني

سلاحي والأصالة في جبيني

وبين الحلم والعلم اليقين

رصاصات عشقت لها دوياً

فلسطين للاجئها مآب

ولو غمست بأحمرها الحراب

وجولان الكرامة والهضاب

لمنبعها ورافدها سوريا

لمنبعها ورافدها سوريا 

كلمتنا ووعدنا:

حق لكم عتبكم أهلنا وإخوتنا في الجولان الحبيب، مع أننا نشرنا على موقعنا أخباركم وفعاليات مخيمكم، منذ اليوم الأول له، وكونوا على يقين بأننا مازلنا على عهد الوفاء لكم، فبكم نكبر ونفخر، ومنكم نتعلم دروس الوطنية والإباء والكرامة والشهامة، وإننا نتطلع إلى ذلك اليوم الذي يعود فيه الجولان محرراً بسواعدكم وصمودكم، ولنعزز ثقافة المقاومة المسلحة التي بها وحدها دون كل (البروتوكولات)، يمكن أن يلتئم الشمل، ويسترد الجولان سيادته وعزته، وعودته إلى الوطن الأم، فإن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

آخر تعديل على الثلاثاء, 23 آب/أغسطس 2016 13:19