أحداث في الذاكرة دورة ثقافية هامة..
العامل الصيدلاني أراكيل طوربنريان شيوعي قديم، انتسب لصفوف الحزب الشيوعي السوري منذ أوائل أربعينات القرن الماضي، وكان بالإضافة إلى الروح الرفاقية العالية وحب واحترام الرفاق والجماهير له، يتميز بثقافة ثورية واسعة، نتيجة حصوله على الكتب الماركسية باللغة الأرمنية، التي كنا نفتقدها باللغة العربية.
كان أراكيل عضواً في اللجنة المنطقية في الجزيرة، وفي صيف عام 1950 افتتح أول دورة ثقافية لكوادر المنظمة الحزبية، حضرها أحد عشر رفيقاً، أذكر منهم: الشاعر جكر خوين، جوزيف طوسي، رمو شيخو، ملا رشيد، رشيد كرو، ملكي عيسى، ذبيو إلياس، وكاتب هذه السطور.. وقد أقيمت الدورة في مدينة القامشلي واستمرت تسعة أيام، كُرّست لدراسة موضوعين هامين هما:
1- كتاب ستالين: المبادئ اللينينية للتنظيم، ويحتوي حوالي عشرة مواضيع.
2- موقف الحزب الشيوعي من القوميات والأقليات المضطهدة، في إطار الوحدة الوطنية.
إن أهمية هذا الموضوع تأتي من الوضع الديمغرافي المختلط في محافظة الحسكة، التي يتعايش فيها العرب والأكراد والسريان والأرمن والأشوريون مع بعضهم. لذا توسع المحاضر خلال يومين في شرحه لهذا الموضوع الذي استهلك نقاشاً مطولاً، واستشهد بالأسلوب السوفيتي في حل قضية القوميات..
ومن الأمثلة التي أوردها تحدث عن وضع الأكراد هناك الذين يشكلون قلة ضئيلة، ورغم ذلك لهم مؤسساتهم الثقافية الخاصة بهم وعدد بعض أدبائهم، وخلص إلى أنه من أجل أن تنال القوميات والأقليات المضطهدة حقوقها القومية المشروعة، عليها أن تلتحم بكل قواها في النضال الوطني للقومية الأكبر، التي يجب بدورها أن تناضل في سبيل حقوق القوميات الصغرى.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه في عهد تسلم الرفيق أراكيل مهمة سكرتارية اللجنة المنطقية أواخر 1950، جرى إصدار جريدة Denge jotkar باللغة الكردية، وتعني (صوت الفلاح)، ولكنها سرعان ما توقفت بسبب تفشي الأمية بين صفوف الفلاحين، كما صدرت أيضاً نشرات باللغات العربية والكردية والسريانية والأرمنية لسنتين متواليتين بمناسبة عيد الجلاء وأول أيار.
تحية إكبار لذكرى ونضال الرفيق القائد أراكيل طوربنريان الذي كان مثالاً للشيوعي الحقيقي..