لقمة الشعب المنهوبة في قرية «رساس»
إضافة إلى انتقال الكثير من العائلات الفقيرة من مدينة السويداء إليها، بسبب غلاء المعيشة وأجور السكن المرتفعة فيها، مما شكل عامل ضغط إضافي على الأهالي ومخصصاتهم من مادتي الطحين والمازوت، حيث يوجد في القرية فرن واحد، يقوم بتأمين مادة «الخبز» لسكان القرية جميعهم، وقد تلقت «قاسيون» عدة شكاوى فيما يخص التجاوزات الحاصلة في هذا الفرن.
ضبوط تموينية ولكن المواطن هو الضحية
توجهت «قاسيون» إلى قرية «رساس»، والتقت بعض الأهالي الذين بدورهم أكدوا لنا النقص الشديد الحاصل في تأمين مادة الخبز، لقمة عيشهم، واضطرارهم لشراء الخبز السياحي، مما شكل أعباءً إضافية على دخولهم ورواتبهم الهزيلة، في ظل فلتان الأسواق والأسعار بفعل الأزمة الوطنية العميقة وتداعيتها الكارثية، على مستوى معيشتهم وتأمين حاجاتهم الضرورية.
وأكد الأهالي قيام صاحب الفرن ببيع كميات من مادتي الطحين والمازوت المخصص للفرن في السوق السوداء، حيث علق أبو مجد: «منذ أيام قام صاحب الفرن ببيع مادة الطحين المخصص للفرن لأحد مخابز الحلويات في القرية، وبشكل دائم، وقد مررت من جانبه وهو يقوم ببيع الطحين وقلت له شو عم تبيع طحين؟ فرد عليّ: أي مخصصاتي وبدي بيعها على عينك يا مسؤول».
أم حمد قالت: «المسؤولين عنا بالقرية غضوا النظر عن صاحب الفرن، يلي بيهرب ربطات الخبز، من شبابيك الفرن الخلفية المطلة مباشرة على الطريق، لحساب أصدقائه ومعارفه من هؤلاء المسؤولين».
وليد علق بحسرة: «قد سجل بحق الفرن ومالكه أكثر من ضبط تمويني، يتعلق بالنقص في وزن ربطة الخبز، ولكن على ما يبدو أن ضبوط مديرية تموين السويداء لم تلجم صاحب الفرن عن تكرار المخالفات السابقة، وفي كل مرة يتم إقفال الفرن بسبب مخالفة ما، والمتضرر هو المواطن الفقير يلي بيدفع 150 ل.س أجرة الطريق للسويداء لجلب ربطات الخبز».
سعيد: «المازوت المخصص للفرن، وبالسعر المدعوم، يباع في وضح النهار للسرافيس والسيارات العمومية من قبل صاحب الفرن».
الحد من ممارسات تجار الأزمة
يذكر أن قاسيون كتبت مادة، منذ أكثر من سنتين، تناولت تجاوزات صاحب الفرن وبيعه لمادتي الطحين والمازوت بشكل علني، ولم تحرك الجهات المعنية ساكناً للحد من ممارسات صاحب الفرن.
وبدورها تضم «قاسيون» صوتها إلى صوت أهالي قرية «رساس» في مطالبهم المحقة والمشروعة، وتطالب الجهات المعنية بضرورة التحرك بالسرعة القصوى لتأمين مادة الخبز لأهالي القرية، وتؤكد على ضرورة الحد من ممارسات تجار الأزمة في استغلال الظروف التي تمر بها البلاد لابتزاز الأهالي وإهانتهم في لقمة عيشهم.