شبكة هاتف «مخيم النيرب» خارج العصر
يتفق الجميع على أهمية ودور وسائل الاتصال في العصر الحالي من حيث اختصار الوقت وحل المشاكل العلمية والفنية، إذ أصبح بالإمكان إصلاح آلات الإنتاج المعقدة عبر وسائل الاتصال، وقد وصلت أهمية شبكة الأنترنت لدرجة بات بالإمكان إجراء عمليات جراحية بواسطتها، ورغم ذلك كله فإن خدمة الهاتف السلكي البسيطة ليست في متناول جميع أهالي مدينة حلب الشهباء.
إن كلفة إنشاء شبكة اتصالات حديثة تنحصر في بناء الهيكل السفلي الذي يتألف من كابلات وحاكمات كهربائية وأبنية، أما كلفة المواد الأولية المستهلكة فهي في حدودها الدنيا، وهي عبارة عن استهلاك بسيط للطاقة الكهربائية وأعمال الصيانة والإصلاح، لذلك فإن أرباحها خيالية، وهذا ما يفسر تهافت الرأسمال الطفيلي على الاستثمار فيها.
مع ذلك يعاني أهالي مخيم النيرب من سوء حال شبكة الهاتف المحلية، حيث تتداخل الخطوط بشكل مستمر، بالرغم من قلة عدد الأرقام المخصصة للمخيم، وأهالي المخيم يطالبون مؤسسة الهاتف بالاهتمام الجدي بمشاكل المخيم الهاتفية.
كما تستفحل مشكلة الخطوط الهاتفية في أحياء المخالفات لدرجة تصبح مفاهيم مثل (الانترنت والفيس بوك) طلاسم بالنسبة لشباب هذه الأحياء الذين هم خارج العصر الحالي. إن حل أية مشكلة تواجه هذه الأحياء مثل طلب إسعاف أو إطفاء الحريق يحتاج إلى بذل جهود غير عادية لإجراء اتصال مع جهة رسمية.
في بعض الحالات لايتطلب أمر حل المشكلة إلا جهوداً بسيطة، فمثلاً في حي الأشرفية، هناك شارع مخالفات جانب جامع الاستقامة تم تمديد شبكة خطوط هاتفية له منذ أكثر من خمس سنوات، لكن إلى الآن لم ترن سماعة أي من المشتركين، والحجة عدم وجود أرقام!! وتتكرر المشكلة في حي الصالحين أمام جامع السلام، إذ تم تمديد شبكة منذ زمن ليس بالقصير وحتى الآن لم يستخدمها أهالي الحي، والأسباب مجهولة.
هل يعقل أن تبقى خدمة الهاتف حلماً لمواطنينا في هذا العصر، الذي يطلق عليه عصر ثورة الاتصالات؟؟!
■ رياض اخضير - حلب