يوميات مسطول الهجرة
أهل صحنايا يهمسون بفرح وكل الناس عم تتفق مع بعضها على الهجرة، شو القصة يامؤمن؟! ليش بدكم تهاجروا؟ ولوين؟. ياسيدي، قالوا بفرح: القصة وما فيها شاهدنا في التلفزيون أن قطاع غزة مظلوم، لأنو الماء عم يوصل للقطاع مرة كل خمسة أيام فقط. والناس تعبانين وما عم يتحمموا وطالعة ريحتهم خاصة في الحر. وأنو الناس بالقطاع ما عم بيلاقوا أكل، لأن إسرائيل تمنع عنهم الأغذية لتركيع المقاومة مع أن لديهم بعض النقود.
وهيك يامرحوم البي، أهل ريف دمشق انبسطوا وبلشوا يدرسوا إمكانية الانتقال لغزة، معقول ياشباب؟ شو جنيتوا؟ سألتهم. قالوا لي: ولك يا مسطول الله ياخدك، المية موعم تجي لعندنا أبداً، وعايشين عالناشف. واللي بدو يغسل ثيابه أو يتحمم، بده يدفع للصهاريج تبع المرتزقة منشان شوية مي. والصيف بأوله يامسطول، والناس ما معها تدفع للمرتزقة وعم تبقى بدون حمام بهذا الحر.
ياسيدي بتلاقي البنات الحلوة أحلى بنات العالم بتقول للقمر قوم لأقعد محلك، لابسات أجمل الملابس مع رخصها، لأنهن فنانات باللبس، والعرق يغمرهن والملابس مو مغسولة. والمشوهات بنات الأغنياء بالسيارات الغالية ورائحتهن حلوة وثيابهن مكوية. هادا معقول يامسطول؟! غزة أرحم يامسطول، على الأقل هونيك الرأي العام الدولي وصواريخ المقاومة، بيجبروا إسرائيل على ضخ ماء شحيح ولكن بدون فلوس وبعدين الأكل أحسن بغزة كمان.
كيف يا مجانين الأكل أحسن؟! قلت لهم. الطعام متوفر لدينا!
ولك يا أجدب، قالوا: الطعام متوفر ولا نستطيع شراءه، فما فائدته؟ يا مؤمن اللي عم يشبع بده يكون عنده ثروة ما شاء الله، اللهم لا حسد، بينما في غزة بيلاقوا الناس أكل وبيطعموا أولادهم أحسن منا. لهيك قدرنا أن نعرض على أهل غزة الانتقال لمكاننا. وأن ننتقل لمكانهم بعون الله، وكل يوم بندعي لله أنو ما ينتبهوا للخدعة، يارب ياقادر ياجبار دخيلك.
بدكم الحقيقة، اقتنعت معهم، وهلق عم ضب ثيابي أنا والأولاد وادعو ألله أنو يقبلوا الغزاوية المبادلة.
■ سمير عباس