الرياضة في دير الزور

.... عندما فتحنا ملف الرياضة في ديرا لزور، ظن بعض الأصدقاء والقراء أن الملف سيكون إخبارياً، فوردت إلينا الكثير من الأخبار الرياضية.. والحقيقة أن تلك الأخبار متوافرة بكثرة في الصحف الرياضية والمحلية.. ناهيك عن القنوات الرياضية، بينما نقصد نحن متابعة هموم الرياضيين والحركة الرياضية، والتعريف بالحقوق الضائعة للرياضيين، المهمشين والمنبوذين في الكثير من الأحيان.

أبطال حقيقيون:

في رياضات «ذوي الاحتياجات الخاصة»، ومنهم منتخب دير الزور للكرة الطائرة «المسبع»، أي مسبع الكارات ومسبع الانتصارات، فقد حقق انتصاره في بطولة سورية لكرة يد لذوي الاحتياجات الخاصة، في السنة الماضية، دون أية خسارة، فضلاً عن أن لاعبيه  قد نجحوا في نيل بطولات القطر في كرة السلة، وألعاب القوى، وألعاب القوة.

ورغم هذه الإنجازات، أكد لنا أغلبية هؤلاء الأبطال أنهم لم يكرموا، وأن الاتحاد الرياضي بدير الزور قد «طنشهم»، ولم يقدم أي دعم معنوي لجهودهم، ففي «عيد الرياضة» مثلاً لم يحصلوا حتى على «بطاقة شرف» لحضور المباريات، تلك البطاقة التي وزعت على من ليس لهم علاقة بالرياضة... ولبعض المسؤولين.

... في عيد الرياضة، قرأنا وسمعنا أن فروع الإتحاد الرياضي في المحافظات الأخرى، كرمت المتميزين والقدامى من اللاعبين والإداريين والحكام، أما في فرعنا بدير الزور، فلم يحظَ رياضيونا بأي تكريم، تحت الحجة القديمة: «لدينا عجز في الميزانية»، لكن دون ذكر سبب العجز، وهو النهب والهدر والإهمال، فالأندية بلا إدارات، والكثير من الرياضات كاليد والسلة قد أهملت، وأبعدت خبرات الكاراتية وألعاب القوى، رغم أن أصحابها من الحائزين على جوائز  البطولات العربية، والرياضة الأنثوية تغط في نوم عميق بعد أن «تحجبت» فلا غرابة ألا يكون لدينا رياضيات.

من حقنا أن نطالب بإنصاف رياضيينا من مسؤولي المحافظة، وخاصةً محافظ ديرالزور «أعلى» جهة رسمية فيها، فأبطالنا الرياضيون يستحقون «الاستثمار»، بدلاً من أن تهدر الأموال على إنشاء نوافير لافائدة منها، عهدت كل واحدة منها بحوالي مليون ونصف ليرة، بينما كلفتها الحقيقة لا تتجاوز ربع المبلغ، أو إنفاق عشرين مليونا،ً لتأهيل الجسر المعلق في المدينة، قبل انعقاد مؤتمر الاستثمار في دير الزور، 12 منها لإزالة ما علق فيه و8 لإنارته، وذلك ليعجب المستثمرين، فولى مؤتمر الاستثمار، وولى المستثمرون ولما ينته تأهيل الجسر بعد؟؟! وبالطبع لم يحقق مؤتمر الاستثمار في المنطقة الشرقية ما قيل عنه، اللهم إلا استمرار النهب، والأموال التي صرفت على الشكل، لا على المضمون، فما رأيكم أيها المسؤولون.. وأنتم أيها الرياضيون؟! 

تعميم... يبطل العمل بمرسوم؟!

صدر في عام 1981 المرسوم رقم /13/، وهو خاص بالرياضيين الذين حققوا، ويحققون بطولات رياضية على المستوى العربي والدولي، تقول المادة /1/ من المرسوم، بتعيين الأبطال الرياضيين الحائزين على بطولات تعييناً مجدداً إذا كانوا معينين، مع منحهم العلاوة الاستثنائية التي يستحقونها على قدر البطولة، وإذا لم يكونوا معينين، فيجب إحداث شواغر لهم لتعيينهم مباشرة، مع منحهم العلاوة الاستثنائية التي يستحقونها.

بينما يُبلِّغ التعميم 516 بتاريخ 28/1/2001، الصادر من رئاسة مجلس الوزراء، الجهات الرسمية في القطاع العام والخاص والمؤسسات، بعدم رفع أية معاملة تعيين تخص الأبطال الرياضيين، إذا كان قد مضى أكثر من سنة على إنجازاتهم الرياضية، وهذا لم يذكر في المرسوم. وهنا نتساءل كيف يصدر هذا التعميم، بعد مرور عشرين عاماً على صدور مرسوم رئاسي، ثم كيف يمكن أن يتم ذلك بعد أن استفاد من هذا المرسوم كل من حقق بطولات قبل صدوره، ومنهم من يعود تاريخ إنجازاتهم الرياضية إلى العام 1977، أي أن المرسوم قد طبق بأثر رجعي.. فكيف لا يكون أثره مستقبلياً؟! ، هل من المعقول أن يبطل تعميم العمل بمرسوم؟! نذكر ذلك، لأن عدداً من الرياضيين، قد أعيدت معاملات تعيينهم بسببه، وأحدهم رفع طلبه منذ عام 1995، فلم يتم البتَّ به، وعاد ورفعه مرة ثانية في عام 2006، وأعيد بالرفض، لأن معاملته رفضت بعد التعميم، فما ذنبه في ذلك أولاً، وثانيا من المفروض أنً المرسوم حق مكتسب، حتى ولو لم يكن المستفيد منه يعلم به آنذاك، فما رأي رئيس مجلس الوزراء؟ أيهما أقوى قانونياً، المرسوم أم التعميم ؟!

في النهاية نعتذر من القراء والرياضيين، لتأخرنا في طرح هذا الموضوع، لأن قضية رفع الدعم قد شغلتنا دائماً في الفترة الماضية، لكننا نقول أيضاً بأنه ليس بالخبز والمازوت وحده يحيا الإنسان.