يوميات مسطول: احذروا كمائن الحكومة
المواطن الواعي ما بيرمي نفسه للتهلكة، لازم يكون صاحي على طول، لأنه لا يعلم متى يقع في شرك الحكومة. وهي بارعة بنصب الكمائن.
تمرّ وأنت تقود سيارتك في طريق طويل مفتوح بأمان الله، وتفاجأ بأن هناك وادياً خطراً على يمينك، ملاصقاً للزفت، فإذا انتبهت، تقود على مهلك، وتبسمل وتبتهل حتى تجتاز الخطر، وإذا لم تنتبه تستشهد!! وبعد الوادي تقرأ لافتة تحذرك من الوادي!! عجيبة، شفت الكمين المحكم!.
أو تسير بسرعة مسموحة في طريق عريض. فجأة تقفز أنت والركاب ويصطدم رأسك بسقف السيارة. مطب. طبعاً دون أي تنبيه أيضاً!!.
وهيك، لا تصل لنهاية الطريق إلا بعد أن تصاب بارتجاج في الدماغ، ويقال إن نصف نزلاء ابن سينا من خريجي المطبات، وقد تكون إشاعة، كمين مرتب موهيك.
أما الكمين الذي أخذ جائزة أفضل مؤذ في سورية، فهو كمين قرية «بحنين» على طريق عام مصياف ـ بانياس. كان طريقاً قديماً من أيام الفرنسيين، حدّثته الحكومة واختصرته وزفتته وصار بيشهي السواقة، ولكن وين يا شاطر. الحكومة جاهزة، عملت شرك مذهل.
يوجد 60 كلم من الطريق فيه ملف حادّ لا تصيبه الشمس لا صيفاً ولا شتاءً، فصار كساحة التزلج على الجليد. تلف السيارة عليه فتصبح كـ«السكي» الذي يمتطيه المتزلج فتتزلج عليه كأنها في مسابقة.. تزلجاً حرّاً. ولعدم وجود حاجز اسمنتي تطير في الهواء كالطائرة وتهبط هبوطاً حراً. طاخ. بم. يستشهد الركاب. فالمصاب هنا شهيد لأنه قتل بيد الأعداء. أو يصاب بعضهم بعاهة دائمة، وهم هنا أبطال حرب.
وتحول سكان القرية إلى أخصائيين في انتشال الجرحى ونقلهم للمشافي، ثم زيارة أهل الشهداء للتعزية أو الجرحى للمواساة. وهيك على طول، فالحوادث ما شاء الله، وهم يعرفون كل سورية لأنهم يمتهنون التنقل بين المحافظات للتعزية، ويمر ابن «بحنين» في سوق الحميدية أو بريف درعا أو بالجزيرة أو حلب، فيشير إليه الناس بأنه البطل منقذ الناس.
كل البلد سمعت بالكمين إلاّ الحكومة..!!؟.
■ سمير عباس