رأي مختص: الأمراض الفطرية للقمح يمكن معالجتها.. ويمكن تجنبها
بعد أن تفاءل فلاحو الغاب بموسم الأمطار الجيد، واستبشروا خيراً بموسم القمح لهذا العام، فوجئوا في الآونة الأخيرة أن أقماحهم غير طبيعية (اصفرار وتبقع في الأوراق).. ثم اكتشفوا الكارثة.. لقد تعرضت سنابلهم للإصابة بالأمراض الفطرية (سبتوريا، أصداء، وغيرها...) بفضل عوامل المناخ وتقلبات الطقس، إضافة إلى ذلك ظهور حساسية بعض الأصناف المعتمدة في الزراعة لتلك الأمراض.. عندها لم يكن بوسعهم إلا اللجوء للمصالح الزراعية في المنطقة يستنجدون... ولكن دون أن ينجدهم أحد.
وقبل الغوص في هذه المشكلة وظهورها، فمن المعروف أن العارض المرضي على النباتات قد يسببه عامل واحد أو أكثر، وقد تتشابك العوامل وتتداخل (مسببات فرضية، عوامل مناخية، عوامل التربة،....). وهذا يعني أنه في مثل هذه الحالات يجب بحث المشكلة ودراستها، لا إهمالها وتركها للقضاء والقدر. لقد كان من المفترض أن تشكل وزارة الزراعة لجنة مختصة من الفنيين (البحوث العليمة الزراعية ومديرية الزراعة) مهمتها دراسة المشكلة أو الظاهرة منذ البداية، والوقوف عندها ومعرفة الأسباب، ومحاولة إيجاد حل لها، والخروج بمقترحات، على رأسها قيام الجهات المعنية برش محصول القمح بمبيد فطري مناسب في الوقت الملائم قبل مرحلة ظهور السنابل والإزهار، وذلك سهل، وعبره يمكن تفادي هذه المشكلة في السنين القادمة، ويمكن إنقاذ هذا المحصول الإستراتيجي، وإنقاذ لقمة عيش الفلاح من التضرر، فالوباء خطير، وله انعكاسات سلبية على الاقتصاد الوطني.
والغريب أنه ظهرت في السنوات الماضية حالات مماثلة وبقيت دون حل.. والسؤال: لماذا؟؟
مهندس زراعي ـ الغاب