«معيزيلة شامية» البوكمال.. والغربة في الوطن

خمسة وستون كيلومتراً هي المسافة التي تفصل مدينة البوكمال عن معيزيلة الشامية، وكأنها عند الجهات الحكومية ستة ملايين كم أو أنها تقع في كوكب آخر غير الأرض، عدد السكان لا يقل عن 5500 نسمة، يشكلون رافداً من روافد الاقتصاد الوطني الهام وخاصة من الناحية الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، يبلغ القطيع المربى فيها 50000 رأساً من الأغنام بعد أن كان يوماً 80000 رأس، لكن سنوات القحط والجفاف التي مرت على المنطقة إضافة للأعمال الحكومية وعدم تأمين الأعلاف أدت إلى نفوق 30000 رأس، وكأن شيئاً لم يكن.

أما الشق النباتي فالمساحة المزروعة بالقمح تبلغ 400000 دونم، ورغم هذا العطاء من قبل فلاحي معيزيلة البوكمال، لا يوجد فيها وحدة إرشادية زراعية أو بيطرية. أما الخدمات الأخرى فالإهمال للحيوان والإنسان معاً، وهذا ضرب لأهم ثروتين وطنيتين.

ماتت فتاتان بلسعة أفعى ولم يستطع أحد من فعل شيء في ظل عدم وجود مركز صحي أو عيادة طبية رسمية، فكان الموت هو المصير الوحيد.

هذا التجمع معزول عن العالم لعدم وجود مقسم للهاتف، وعدم وجود تغطية للهاتف الجوال، علماً أنه تم تركيب برج للهاتف الأراضي منذ فترة طويلة لكنه لم يوضع بالخدمة لغايته.

إننا في قاسيون نطالب بالاهتمام بهذه المنطقة، وتوفير ما يلزمها من خدمات زراعية وصحية، وتأمين خدمات البنية التحتية تدعيماً للاقتصاد السوري، وبذلك تصان كرامة الوطن والمواطن.

■ البوكمال ـ تحسين الجهجاه

آخر تعديل على الجمعة, 22 تموز/يوليو 2016 19:39