ماذا بعد زيارة محافظ طرطوس إلى بلدة يحمور؟!

للمرة الثانية خلال ستة أشهر زار محافظ طرطوس بلدة يحمور للاطلاع على واقع الخدمات فيها ومعالجة شكاوى المواطنين. وتفاءل أهالي البلدة والقرى التابعة لها لهذا الحدث، وهو شيء لم يحدث من محافظ آخر منذ أكثر من 25 عاماً لأن زيارات المحافظين السابقين كانت تتم بصورة خاطفة وفلكورية، إما لتدشين مشروع أو وضع حجر الأساس، ولم تكن زيارات عمل..

والحقيقة فإن لقاء أي مسؤول بشكل مباشر مع المواطنين هو شيء حضاري ويعطي للمواطنين ثقة وتفاؤلاً بأن الدولة تفكر بمصالح مواطنيها. وكانت بلدة يحمور من مناطق المحافظة التي تفاءلت بذلك، أملاً في حل المشاكل الكثيرة التي تعاني منها، خاصة أنها بلدة زراعية متميزة ويتبع لبلديتها سبع قرى أخرى يسكن فيها أكثر من 25 ألف نسمة.

وللحقيقة فإن الزيارة الأولى للمحافظ للبلدة أقر فيها مساعدة لخدماتها ولبلديتها بمبلغ تجاوز الـ18 مليون ل.س، ولكن للآسف لم يجر الاستفادة سوى من جزء من تلك المساعدات، فمثلاً تم تكملة شبكة الصرف الصحي الواسعة والتي تجاوزت 5 كم، ورغم الأهمية الكبيرة لهذا المشروع الذي صرفت عليه الملايين تفاجأ الأهالي في المناطق الجديدة المخدَّمة أنهم لن يستطيعوا الاستفادة من الصرف الصحي قبل ثلاث أو أربع سنوات على الأقل، لأن مشروع الربط الرئيسي المتصل بالحميدية لم ينفذ بعد، وهذا أثار استغرابهم، فكيف تُدفع الملايين على مشروع لن يتم الاستفادة منه قبل أربع سنوات، بينما الملح هو شق وتعبيد طرق في البلدة وجوارها نظراً للحاجة الماسة إليها، نظراً لكثافة الآليات المختلفة ولضيق الطرقات التي تحتاج إلى توسيع وتعبيد فوراً. وأما لناحية تنفيذ المخطط التنظيمي والاستملاك فلم تنفذ بلدية يحمور سوى طريق واحد يصل بين قرية الزرقان ومنطقة العقبة شرقاً، وهو ما أثار استغراب الأهالي أيضاً لأنه توجد طرقات أكثر أهمية وأكثر حاجة لتنفيذها في داخل الأحياء السكنية، وهناك العديد من الطرق الأساسية التي تحتاج إلى توسيع وتعبيد يحتاج لها السكان بشكل ضروري وعاجل مثل طريق ساحة القلعة، وصولاً للطريق العام لصافيتا، فهو ضيق جداً وأساسي لبلدة يحمور والقرى المجاورة كونه يربط بين الطرق العامة ببعضها. وكذلك هناك طريق لا يتجاوز طوله /500/م بين مدرسة يحمور ومدرسة الزرقان تم نسيانه لأنه مزدحم جداً؟ وطريق يحمور الذي يصل إلى ساحة القلعة بطريق الزرقان - يحمور وهو ضيق جداً...

وللحقيقة أيضاً، تضع بلدية يحمور اللوم دائماً على الاستملاك، فمتى يتم تنفيذ المخطط التنظيمي؟ وهل ننتظر عشر سنوات أخرى؟ علماً بأن المخطط التنظيمي منته وجاهز منذ أكثر من خمس سنوات، وأن بلدية يحمور هي من أقدم بلديات ريف طرطوس حيث تأسست عام 1974...

في الزيارة الثانية للمحافظ، قدم المواطنون شكاوى عديدة أملاً في تحقيقها..

المواطن علي زهرة قال إن يحمور بلدة المليون شجرة وهي أكبر قرية بمحافظة طرطوس، ومع ذلك فإن طرقاتها الرئيسية والزراعية تحتاج إلى تعبيد وهي تستحق ذلك.. وتساءل: لماذا لا يعطي المصرف الزراعي القروض الزراعية؟ وطالب بتخفيض ثمن الأسمدة الزراعية..

أما المواطن محمود فياض فقد شكا من صوامع الحبوب في سهل يحمور ومن ضررها الكبير على البيئة والبشر والشجر..

المواطن محمود قاسم طالب بتطويب الأراضي الزراعية وتحديدها وتحريرها، لأنها المشكلة الأكبر أمام المواطنين.. أما المواطنة هيفاء حرفوش فقد طالبت مديرية التربية بطرطوس الرد على الكتب الكثيرة لديها لبناء مظلة قرميدية في مدرسة سهل يحمور. وطالبت المواطنة بهيجة مشقوف المحافظة بالتدخل لدى بلدية يحمور لشق طريق البلدية الإرشادية وصولاً لمستوصف يحمور الذي وعد به المواطنون منذ ثلاث سنوات بدون أي تنفيذ؟ وطالب المواطن نبيل الآغا باسم أهالي ضهر الطاحون بضم ضهر الطاحون للبلدية للاستفادة من خدماتها في الصرف الصحي والطرقات. المواطن نضال كرميا طالب بوقف تعديات بعض المسؤولين الذين يملكون مزارع في سهل يحمور.. وأن يكون الجميع تحت القانون. والسيد شادي رجبية طرح موضوع ترميم القلعة الأثرية وإنهاء التعديات الموجودة حولها وتعويض السكان بمنازل لأنها تحفة أثرية يزورها الزوار من مختلف أنحاء العالم. وطالب السيد رضوان نجار بتنفيذ الملعب الرياضي بالمخطط خاصة بعد التلاعب الذي حصل سابقاً بتحويل الملعب إلى معمل أحذية؟! وطالب أهالي قرية الهيشة بضم قريتهم لبلدية يحمور، وطالب أهالي اليازرية بتنفيذ طرقات لديهم..

وأما المطالب الأهم فكانت المطالبة بتحويل يحمور لمركز ناحية، وكلنا أمل بأن تتحول الأقوال إلى أفعال؟!