رئيس مجلس مدينة يبرود يتجبّر على الدراويش

يبدو أن مجلس مدينة يبرود انتهى من حل جميع المشكلات التي يعاني منها سكان المدينة، وأصبحت المدينة بعد الجهود الكبيرة التي بذلها المجلس مدينة فاضلة، لا يعكر صفوها وراحة بالها سوى بعض العمال الدراويش الذين جعلوا من رصيف ساحتها مكاناً للرزق وتأمين لقمة العيش.. هؤلاء العمال الذين يعملون بالعتالة ويصلون صباحهم بمسائهم حتى يأتيهم أحد المواطنين ليستحوذوا على فرصة عمل قد لا تتكرر بالأسبوع سوى مرة واحدة، وهكذا فلم يبخل رئيس المجلس باستخدام كل الوسائل للقضاء عليهم بحكم أن مظهرهم مسيء للحضارة ولمنظر المدينة، وتناسى رئيس المجلس أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة هي التي أوصلتهم إلى الحال التي هم فيها.

ولو أن رئيس المجلس يزور دمشق لما فعل ما فعله، لأن ساحات العاصمة الرئيسية «عرنوس، باب توما، دوار البيطرة، ساحة المواساة...الخ..» قد أصبحت ممتلئة بأعدادهم بعد الأوضاع المعيشية السيئة التي هجرتهم من محافظاتهم نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة التي ابتكرها الفريق الاقتصادي..

في يبرود، لم يتوقف الأمر عند طرد العمال، بل جرى استنفار كل عناصر شرطة المدينة للقضاء عليهم، وما زال ثلاثة منهم محتجزين في القسم، وقد قدم مجموعة من هؤلاء العمال إلى مقر الجريدة وقدموا معروضاً من أجل إنصافهم، وإنقاذهم من شر ما يصيبهم.

يقول المعروض:

«مقدمه: مجموعة من العمال الكادحين الذين يعملون في مدينة يبرود منذ أكثر من ثلاثين سنة وهم من ريف ديرالزور عنهم:

محمد سالم البري، حمد موسى المهاوش، عبد عبد الله العيسى، ورفاقهم الذين يعانون منذ أكثر من ستة أشهر وحتى تاريخه من تصرفات رئيس مجلس مدينة يبرود وألفاظه واستخدام مسدسه الذي سحبه من السيارة لتخويف العمال المذكورين وإذلالهم وإهانتهم بطريقة ارتجالية بعيدة عن القانون لأنه هو من يقوم بحماية المواطن وإيصال حقه إليه وهو مظلمة الجميع، وتلفظ أيضاً بحقهم بكلمات نابية منها: «أشكالكم مقرفة وغير لائقين» وقال أيضاً: «أنتم نور»، وحقرهم وطاردهم بالشوارع وتم توقيف عدد كبير منهم، وحالياً منهم أكثر من خمسة موقوفين.. والمواطنان أحمد المحمد الجلامة، عبد عبد الله العيسى، يشهدان بأن العامل بشار بن محمد الغضبان هو الذي تعرض لسحب السلاح عليه من قبل رئيس مجلس مدينة يبرود.

أسماء الموقوفين من تاريخ 9/3/2010 علي عبد العبيد العيسى ومعه أربعة حتى تاريخه، فهل هذا التصرف يعد مقبولاً من قبل رئيس مجلس المدينة وإيجابياً بحق العامل الذي يكدح من أجل إطعام عائلته بشرف وبعرق جبينه. ياسامعين الصوت ردوا!!».

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا كل هذا التطاول؟ وهل بمقدور رئيس المجلس تأمين فرص عمل لهؤلاء العمال فيتركوا هذا العمل؟ وهل القانون يعطي الحق له لإهانتهم بهذا الشكل اللا إنساني؟ إنها قضية أكثر من /200/ مواطن هجروا محافظتهم جوعاً، نضعها برسم محافظ ريف دمشق زاهد حاج موسى، فهل من مجيب؟ علماً أن رئيس المجلس يتبجح كثيراً أمام المواطنين بعلاقاته الواسعة والخطيرة، وأنه فوق الجميع، فهل هذا صحيح؟!.