«تنفيعة».. أم مهزلة؟
استحدثت شركة الطيران السورية – التي تمتلك 3 طائرات، اثنتان منها مستأجرتان، أسلوباً جديداً لدعم المنتج الوطني، والذي تمثل باستيرادها مشروبات غازية من شركة أردنية غير معروفة لتقديمها في طائرات مؤسسة الطيران السورية للركاب، مما يضع علامات استفهام كبرى على المبرر الفعلي لهذا التصرف الذي اعتمدته إدارة الشركة العامة؟! ومن هو المستفيد من دعم المنتج غير المحلي؟! خصوصاً وأن المشروبات الغازية تعد إحدى «ركائز صناعتنا السورية الواعدة»، حسب مسؤولي الاقتصاد، بالإضافة إلى أننا نملك أعذب ماء في العالم!!.
قد يرى البعض أن القضية ليست على هذا القدر من الأهمية، لكن المشكلة هي بالتأكيد في المستفيد الفعلي من هذه الصفقة التي لم تأت حرصاً على استمتاع الركاب بمنتج أكثر جودة بكل تأكيد، بل إنه أتى «تنفيعة» لبعض الجيوب الممتلئة أساساً.
ولا يعتبر هذا الخطأ الأول المرتكب في السورية للطيران، بل إن الصعوبات والخسائر التي تعاني منها الشركة، والمقدرة وسطياً بمليوني دولار سنوياً، ترجع في العديد منها إلى السياسات الارتجالية والمتخبطة التي يتبعها مسؤولو الشركة، حيث وضعت نقابة النقل الجوي العديد من المقترحات في محاولة منها لحل بعض المشكلات ومن أهمها: تعديل بعض القوانين والأنظمة التي تعمل بها، وعلى رأسها الشروط الموضوعة للعقد النموذجي الذي لا تقبل به الشركات الأجنبية الموردة للقطع التبديلية إلى الشركة، وضغط النفقات، والحد من الهدر، لتجاوز الأزمة الحالية التي تعيشها الشركة، إلا أن هذه المطالب ورغم مرور السنوات والإلحاح عليها حافظت على استقرارها في الأدراج دون أن ترى النور، وهذا ما يفاقم يومياً أزمة شركة الطيران السورية العاجزة حالياً عن تحقيق الأرباح، مما جعلها عاجزة عن تطوير أسطولها الجوي الصغير.