الأكشاك في البوكمال.. مصدر عرقلة وباب فساد

ظلام دامس يخيم على شوارع مدينة البوكمال ليلاً، حفريات في طرقات المدينة تشكل بحيرات من مياه الأمطار وحتى في تلك التي تم تزفيتها منذ ثلاثة أشهر. مصارف المطر عاطلة عن العمل، أوحال شكلت لوحات فسيفسائية تزين الطرقات والحواري، لتأتي الأكشاك الحديدية الصماء، لتزيد الطين بلة وتحرم المواطن من الاحتماء من المطر وخطر السيارات بالسير على الأرصفة، لتتحول البوكمال إلى مدينة من صفيح وخرائب وأعشاش تذكرنا بأعشاش دارفور. والأغرب من ذلك أنه يُستغنى عن استثمار عدد من المحلات التي تعود ملكيتها إلى بلدية البوكمال، وتغلق بسبب وضع عدد من الأكشاك على مداخلها مقابل رسم مالي بسيط، وما يحزن النفس أكثر إلغاء القسم الصيفي من مقهى البلدية بغية تحويله إلى سوق لباعة الخضار والفواكه، فيتحول المكان خرابةً ومكباً للقمامة والفضلات، ومأوى للكلاب الشاردة، ومكاناً آسناً تفوح منه روائح تخز الصدور، وتُهدر آلاف الليرات جراء قرارات غير مدروسة.

وما زاد الطين بلة القرار الذي جاء في محضر اجتماع مجلس المدينة رقم /1/ تاريخ 19/1/2010، الذي نص على: (تم تحديد الحدود مع السكرية من جسر السيد الرئيس إلى دوار السكرية إلى شارع المقبرة الجديدة إلى محطة المياه). وهذا القرار يحرم المدينة من كثير من الأراضي التابعة لها إدارياً. وبناءً عليه اختُصِرت واجهة المدينة إلى 3 كم فقط، بينما أصبحت واجهة قرية السكرية بحدود 8 كم. وفي قانون الإدارة المحلية لا يجوز توسع القرية على حساب المدينة.

تم تشكيل وفد من أهالي المدينة قابل رئيس المجلس مطالباً بإلغاء هذا القرار والعدول عنه، والعودة إلى القرار السابق الذي ينص على اعتبار حدود السكرية تبدأ من دوار المدينة الأول (مشروع الكرنك)، حيث أن البوكمال يحدها شرقاً وادي علي وجنوباً نهر الفرات وغرباً قرية السكرية ومن الشمال بادية البوكمال.

إن «قاسيون» تضم صوتها لمطالب المواطنين لإعادة النظر بهذا القرار، ومطالب أخرى مثل إنارة الشوارع، ومحاربة هدر المال العام، الذي أدى إلى تأخر تسليم الرواتب، ويطالبون بتسليم عمال وموظفي البلدية اللباس الشتوي عن الموسم المنصرم، فالصيف أصبح على الأبواب، ومازال عمال وموظفو بلدية البوكمال دون لباس شتوي، كما يطالبون بإيجاد حلٍ عادلٍ وسريعٍ لباعة الخضار والفواكه، لتكون الساحة العامة متنفساً نظيفاً للمدينة، ووقف كل الممارسات التي لا تخدم إلا الفساد وأربابه، وذلك صوناً لكرامة الوطن والمواطن، التي هي فوق كل اعتبار.

■ البوكمال ـ تحسين الجهجاه