منطقة وادي النضارة الأكثر تعرُّضاً للزلازل الإجراءات المقاومة للزلازل معدومة في الأبنية الحديثة
بدأت أيدي بعض تجار البناء تخرب منطقة وادي النضارة الجميلة والخلابة بطبيعتها من جبال وأودية وأحراج وهواء عليل وماء عذب يتدفق من بين الصخور البلورية، وهان عليهم الاستهتار بأرواح الناس أمام طمعهم وأرباحهم الفاحشة، ودون رقيب أو حسيب، وخاصة عندما كثرت الأبنية بالارتفاع الطابقي، متجاهلين قانون ضابطة البناء والعلوم الهندسية المعتمدة من نقابة المهندسين، متعاونين مع ضعاف النفوس في بعض البلديات، حيث لا يزال المعنيون في معظم البلديات يساهمون بشكل أو بآخر بزيادة نسبة المخالفات تحت مسميات مختلفة، فالمنهاج المتبع لدى البلديات هو تمرير المخالفة من أجل تحقيق الأرباح على حساب أرواح الناس، والجميع يعرف بأن تلك المنطقة معرضة للزلازل أكثر من كل المناطق في سورية.
وبالإطلاع على ملحق قيم التسارعات الأرضية العظمى PGA المحتملة للطبقة الصخرية الصلبة لأهم مراكز المدن والبلدات السورية نجد في الصفحة 311 حول الكود العربي السوري مقدراً بالـ cm/s2: الحسكة 75، تدمر 150، دمشق 250، حلب 250، تلكلخ 300- 400. وهنا نجد أن منطقة تلكلخ هي الأكثر تأثراً.
وحول الاحتياطات في طرائق الإنشاء والتسليح للمساهمة في مقاومة الزلازل، جاء في الفقرة 7/11/2ب الصفحة 155 من الكود العربي السوري الطبعة 3 دمشق 2004: في حال تنفيذ إطارات بحيث تحقق الاحتياطات والاشتراطات، يمكن الاستغناء عن الحساب لمقاومة الزلزال للأبنية العادية شبه المتناظرة والمنتظمة، وذلك في الحالات التالية: في المناطق الزلزالية 2،A , 2B , 2C شريطة ألا تزيد المسافة الشاقولية لارتفاعه الكلي من منسوب السطح العلوي حتى الأساس على 8.5 م في حال عدم استعمال جدران قص بالاتجاهين، وعلى 15 م في حال استعمال جدران قص باتجاهين. ويشترط في تطبيق الاستثناءات أن يتم استعمال جداري قص على الأقل في كل اتجاه ومتناظرين قدر الإمكان بأطوال تحددها الدراسة.
في منطقة وادي النضارة تتغاضى البلديات عن وجود جدران القص الاستنادية المقاوِمة للزلازل مع أنه يتم إشادة أبنية بارتفاع 15 متراً فوق مستوى الطريق، وأكثر من هذا الارتفاع تحت مستوى الطريق على السفوح الجبلية، وكل هذه الكتل الاسمنتية على حساب أمن صحة وسلامة المواطنين، وعلى حساب البيئة والطبيعة الخضراء التي تتعرض للتدمير عن قصد بهدف الربح الفاحش.
إذا كان لابد من التوسع العمراني ليطال غاباتنا وجبالنا الخضراء نتمنى من الجهات المعنية إعادة الدراسات والتحقيق حول هذه الأبنية التي شُيدت بطرق غير آمنة من اجل السلامة العامة .من يتحمل تبعات تمريرات كهذه ؟ مع أن المخالفات بكافة أشكالها وأنواعها تحرم خزينة الدولة من عائدات ضخمة، ناهيك عن التلوث البصري والبيئي والسياحي وفي كل المجالات! إننا على يقين من وجود اجتهادات فنية إدارية وقانونية محترفة قد تفيد بلمسة الجرح النازف، مع قناعتنا بوجود كفاءات وطنية جديرة بالاحترام المهني العلمي الأخلاقي والخبرة أيضاً.