طيش ورصاص غبي أم العكس؟!
من جديد يتم تسجيل وفيات وإصابات بسبب "طيش الرصاص"، وهذه المرة على أثر فرحة التعادل بمباراة لكرة القدم، كان الفريق الوطني أحد طرفيها.
فعلى الرغم من كل التحذيرات التي سبقت اللعبة، سواء من قبل الجهات الرسمية أو من قبل الكثير من المواطنين، إلا أن كل ذلك لم يحُل دون ردع "الطائشين" من استخدام رصاصهم "الغبي"، وربما العكس هو الأصح.
وزارة الداخلية، وقبل بدء المباراة، "أهابت بالأخوة المواطنين بعدم استخدام الأسلحة النارية حفاظاً على أمن وسلامة المواطنين".
لكن واقع الحال يقول بأن عمليات إطلاق الرصاص قد عمت كل المدن، وكافة المناطق والأحياء، وبشكل كثيف ومخيف، ليس بعد المباراة على أثر نتيجتها فقط، بل وأثنائها كذلك الأمر، كما تم تسجيل الكثير من الإصابات بنتيجة الرصاص والسلاح المنفلت من أي قيد أو رقابة، ولم يُلق القبض على أي من مستخدمي الأسلحة ومطلقي الرصاص في المدن والأحياء المكتظة، لا من قبل وزارة الداخلية، ولا من قبل بقية الأجهزة الرسمية، ولتسجل الوفيات والإصابات تحت مسمى "الرصاص الطائش"، لتذهب حقوق هؤلاء كما جرت عليه العادة، كما حقوق المواطنين بالأمن والسلام، ولتغيب الجريمة ومرتكبها، تذروها رياح انعدام المحاسبة، كما انعدام الرقابة والقيود.
لنعيد، مع الكثير من المواطنين، الحديث بأن المشكلة الأساس ليست بالرصاص الذي تمت تسميته بـ"الطائش"، بل بالسلاح بأيدي بعض الأغبياء المنفلتين من دون أي رادع، ودون أي رقابة أو محاسبة، وخاصة من شريحة الشباب صغار السن.
ومن المؤسف، أنه على الرغم من كل التحذيرات، وعلى الرغم من ازدياد أعداد الوفيات والمصابين بنتيجة "الغباء والطيش"، ما زالت أفراحنا وأتراحنا ومناسباتنا، فرصة لدى البعض للمزيد من الطيش والغباء، لنحصد المزيد من الوفيات والإصابات، وهكذا دواليك..
ليبق السؤال على ألسنة الجميع: إلى متى ستبق الأجهزة الرسمية غافلة عن ضبط هؤلاء ومحاسبتهم، فهي من كل بد ليست عاجزة عن ذلك؟!.