نعوة وذكرى
حدثت في مطلع الخمسينات، فورة سياسية في السلمية، فاتجه معظم الشباب للانخراط في الأحزاب، وقد كان عمري آنذاك نحو /14/ سنة، وأذكر أن أحدهم، واسمه محمد عابدين الحلاق ويلقب بمحمد صدران، كان يريد الانتساب لحزب، إلا أنه وقد احتار بين الحزبين الشيوعي، والعربي الاشتراكي، فقد طلب إجراء مناظرة بين ممثلين عن كل حزب. فكان الراحل حسن ناصر، ممثلاً عن العربي الاشتراكي، أما عن الحزب الشيوعي، فكان الراحل الذي ننعيه اليوم، وهو محمد علي عجوب..
وقد دار نقاش حول مواضيع عديدة بين الرجلين، ومنها موضوع التملك والإرث، وقد كانت الغلبة للراحل محمد علي عجوب.. فكانت هذه المناظرة هي السبب في انتسابي للحزب الشيوعي السوري، قبل أن تتوالى الأحداث العديدة المعروفة في الحزب الشيوعي السوري، التي كانت السبب في انسحابي من التنظيم، مع بقائي قريباً منه كل الوقت.
لم أر من وسيلة أنعي بها الرفيق الراحل، إلا العودة للذكرى والعرفان، فهو من وضع اللبنات الأولى للحزب الشيوعي السوري في السلمية.
تاج الدين أحمد الشعراني