«ربيعة» و«القحطانية» في الرقة.. وأزمة وسائل النقل
لا يخفى على أحدٍ أنّ وسائل المواصلات والاتصالات هي شرايين الحياة العصرية وأبرز حاجاتها اليومية، كونها تصل بين المدن والبلدات والقرى، وتسهّل على المواطنين بكافة شرائحهم وفئاتهم مع أسرهم فرصة التواصل الاجتماعي فيما بينهم، وبالتالي هي ليست مجرد وسائل خدمية فقط، بل هي تربط كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها... وأيّ خللٍ أو فسادٍ فيها سينعكس ليس على المواطن وحسب، وإنما على كل جوانب الحياة والنشاط الحيوي للمجتمع.
في محافظة الرقة، تتضاعف أهمية وسائط النقل الداخلي للمدينة النامية باضطراد وضواحيها والبلدات القريبة منها، بسبب كثافة السكان وحجم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بينهم، وبالتالي فإنها بحاجة إلى عنايةً أكثر وتطوير مستمر، لكن على ما يبدو فإنّ الفساد المتغلغل كالسرطان لا يترك زاويةً كبيرةً أو صغيرةً إلاّ ويحاول التهام الخلايا الحية فيها وإهلاكها..
فمنذ سنوات والمواطنون ومعهم المنظمات الشعبية والهيئات الإدارية المحيطة بمدينة الرقة، ونخص منها بلدتي ربيعة والقحطانية اللتين لا تبعدان عنها سوى أربعة كيلو مترات فقط، يطالبون بوسائط نقل داخلي، حيث أنّ هناك نسبة كبيرة منهم من العمال والموظفين والطلاب من مختلف المراحل، وحتى الفلاحين وأسرهم، يعانون يومياً الكثير الكثير في الوصول إلى أماكن مقاصدهم بسبب قلة (المكرو باصات) الخاصة، ناهيك عن الممارسات والمعاملة السيئة التي يتلقونها من السائقين، وما يزيد الطين بلّةً أنّ التسعيرة المحددة كأجرة ركوب وتوصيل هي خمس ليرات، لكن السائقين يتقاضون عشر ليرات ضاربين بعرض الحائط تسعيرة التموين، وغير مبالين بكل القوانين، ولا تزال هذه الظاهرة مستمرة ومتفشية، مع العلم أنّ مجلس مدينة الرقة قام بمحاولةٍ ايجابية بتخصيص باص نقل داخلي لنقل المواطنين بين المدينة وربيعة والقحطانية، لكن فرحة المواطنين لم تدُم طويلاً أيام المحافظ السابق، ولم يكد يمر سوى شهر واحد قبل أن تعود قوى الفساد وتمارس نفوذها، إلى أنم تنجح في إيقاف الباص، وهكذا عادت حليمة إلى عادتها القديمة وغرق المواطنون في الدوامة ذاتها من جديد..
لذا نتوجه إلى السيد المحافظ الجديد بإيجاد حلّ جذري ودائم لمشكلة المواصلات المفتعلة هذه، وذلك بتأمين باصات نقل داخلي كافية لإزالة التصلب من شرايين المواصلات الرقاوية..
■ مراسل قاسيون - محمد الفياض