سكان ركن الدين يستغيثون: هواؤنا ليـس عليلاً!!
أصبحت منطقة ركن الدين بدمشق خارج الدعم الحكومي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالمنطقة التي يسكنها عشرات الآلاف الهاربون من أزمة السكن وأقساط الإيجار المرتفعة في كل مكان، أصبحت ملاذاً للذباب والبعوض وجميع أنواع الحشرات التي رأت في هوائها الجبلي المنعش برائحة كوكتيل النفايات موطناً مناسباً للتكاثر، وذلك لندرة ما تحتويه أزقة الأحياء الشعبية فيها من حاويات للقمامة على سبيل المثال.
ورغم كل المطالب التي توجه بها سكان المنطقة، وتحديداً القاطنون في الأحياء الجبلية منها، لم تكترث الجهات المعنية إلى يومنا هذا بوضع هذه الحاويات، كما لم يتم تخصيص الأعداد الكافية من عمال البلدية الذين مازالوا يستخدمون الطرق البدائية في جمع القمامة متذرعين- ومن ورائهم رؤساؤهم- بأن المناطق عصية على سيارات القمامة!
وبالتالي فإن المعادلة ستغدو مرعبةً جداً إذا ما حاولنا احتساب حصة العائلة الواحدة من "الحاوية" في ركن الدين، وهي نسبة قد لا تتعدى في أحسن الأحوال 0.01%، وهذا ما يدفع الأهالي إلى رمي قمامتهم عند زوايا الأبنية تاركين- بكل أسى- أطفالهم ينشؤون على أكوام القمامة المتراكمة عند كل منعطف.
وإذا كان من الممكن القول إن تعريض الأطفال لمثل هذه الأوبئة عند الصغر قد يساعد في تمتين مناعتهم الصحية، فإن الحال تقتضي التحذير من ذلك الكم الهائل من الأضرار الصحية وخاصة الأمراض الجلدية التي تتهدد "أفلاذ أكباد" القاطنين في تلك المنطقة، ناهيك عن المشكلات الاجتماعية التي قد تنتج عن تربية الأطفال على طبائع "الحاجة أم الاختراع" في موضوع بيئي هام مثل هذا، خاصةً في ظل ضعف الوعي البيئي والإحساس بالمسؤولية الجماعية الناجم أصلاً عن تقصير البلديات في أداء مهامها تجاه المنطقة.
«قاسيون» تطالب الجهات المعنية بأخذِ هذا الموضوع على محمل الجد، والقيام بالإجراءات والتدابير المناسبة... خاصةً أن البلاد كلها تبحث عن عام تحتفل فيه بالبيئة، فهل ركن الدين خارج هذا الحساب؟!