من المسؤول؟!
من المسؤول عن نهب 20% إلى 40% من موازنة الدولة؟ وعن كون نسبة 14% من الشعب السوري تعيش تحت الحد الأدنى للفقر، وكون ما بين 14% إلى 20% عاطلين عن العمل؟
من المسؤول عن فشل الخطط الخمسية المتتالية في تحسين الاقتصاد وتحقيق نسب نمو مرتفعة وحقيقية فيه؟ ومن المسؤول عن مخالفة الدستور السوري عبر خصخصة بعض المرافق العامة كقطاع الكهرباء والمرافئ والمطارات؟ ومن المسؤول عن تجاوز قيمة هدر الكهرباء في سورية ملياري دولار سنوياً؟ وعن تخسير القطاع العام ووقف ضخ الحياة في شرايينه؟
بالطبع إن تحقيق عكس ذلك ليس مستحيلاً، فمعمل إطارات «أفاميا» ملأ المحافظات السورية من إنتاجه بعد تسهيلات بسيطة قُدّمت إليه وبعد تزويده بأمور بسيطة، وكذلك معمل حديد حماة وفّر حاجة البلاد من الحديد بعدما كان شبه متوقف عن العمل وبعدما سمحنا للناس ببيع الخردة لهذا المعمل لتحويلها إلى قضبان- وهو ما قاله أحد الوزراء السابقين- وكل ذلك تمهيدا لخصخصته علنا.
ثم، من المسؤول عن تحول شعار «الشرطة في خدمة الشعب» إلى عكسه؟ أو عن تمكين آلاف المحكومين والمطلوبين والمهربين من الفرار بعيداً عن قبضة العدالة؟ أو عن ارتفاع نسبة الجريمة إلى 28% العام الماضي وعدم الحديث الجدي لإصلاح القضاء الذي في جزء هام منه يحول الحق باطلاً والباطل حقاً؟
ومن المسؤول عن مخالفات البناء الجارية على قدم وساق رغم صدور مرسوم جمهوري بمنعها؟ ومن المسؤول عن فساد البلديات- وعلى الأخص رؤساءها غير المؤهلين علمياً وأخلاقياً؟!.
ومن المسؤول عن الحجم الهائل في التهرُّب الضريبي الذي يقوم به القطاع الخاص بعلم الدوائر المالية المختصة؟ أو عن تمكين أرباب العمل- حتى في المنشآت الكبرى- من التهرب من تسجيل عمالها في مؤسسة التأمينات الاجتماعية أو تسجيل عدد قليل منهم وبراتب أقل بكثير من رواتبهم الحقيقية؟.
ومن المسؤول عن تلوث المياه الجوفية وتلوث الأنهار الجارية؟ ومن المسؤول عن عدم تمكن محطات معالجة المياه المقامة والمزمع إقامتها من تصفية مياهها وإعادتها ملوثةً لري المحاصيل الزراعية بها؟ أو عن الإصابات المتزايدة بأمراض السرطان والتهاب الكبد الفيروسي وغيرها الناجم عن ضعف متابعة حالات الغش التي يقوم بها التجار والصناعيون الراكضون بسرعة البرق نحو الإثراء غير المشروع على حساب الشعب؟.
ومن المسؤول عن أمثال هذه العناوين الواردة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية: (لص أنيق يخدر ضحاياه بالبولمانات ويسلبهم أشياءهم الثمينة، مستشفى سوري واحد بتصنيف عالمي، سورية بالمرتبة 151 عالمياً في سرعة تحميل الإنترنت، سكر منتهي الصلاحية لدعم المواطنين... الخ)؟..
للإجابة عن هذا السؤال، تستطيع أيها القارئ العزيز أن تأخذ الحرف الأول من الكلمات الأربعة التالية وتضيف إليها (الـ) التعريف:« فسق سائد آثم دائم»!.