لقطة من سورية
يدفع أبو لطفي طنبر البطيخ وسط زحمة السيارات في الجسر الأبيض بدمشق،
صارخاً: «عالمكسر يا بطيخ.. دم الغزال هالبطيخ».. يتوقف أينما يشاء حين يستوقفه زبون، ويسير أينما يشاء بحثاً عن الرزق القليل.. «يصف» طنبره تارة على اليمين، وتارة على اليسار حسبما يقتضي الظرف مطلقاً دعاباته بصوت شامي أجش عتيق..
الجميع يحبون أبو لطفي عدا عناصر شرطة المرور.. لأن طنبره بلا لوحة يمكن أن يساوموه على إنزال أرقامها في دفتر المخالفات.. وهو بدوره لا يعيرهم أي اهتمام، ولا ييحدث أن قدم لهم بطيخة كـ«هدية» في أي وقت، لأنه ليس مضطراً لذلك حتى الآن، ويقسم أنه لن يفعل ذلك أبداً حتى لو صادروا له العربة والبغل.. فما عاد في العمر ما يستحق تقديم «الهدايا» القسرية..