جريمة قتل وقطع طرقات في سلمية

جريمة قتل وقطع طرقات في سلمية

تم إغلاق عدة طرقات مساء الخميس 9/6/2016 في مدينة السلمية، وذلك على أثر وفاة ثلاثة شبان قتلاً، وجرح آخرين، بنتيجة «خلاف شخصي»، حسب ما أفادت به بعض وسائط التواصل الاجتماعي، وقد تم نقل الجميع للمشفى الوطني بالمدينة، بظل غياب تام لأجهزة الدولة، بالإضافة لغياب أية وسيلة إعلامية رسمية.

وما زالت أسباب الخلاف الذي أودى بحياة الشبان الثلاث مجهولة، كما ما زالت الأنباء متضاربة عن منفذي جريمة القتل، حيث ذكر بعض الأهالي أن الجريمة حدثت من قبل بعض الزعران المدعومين من بعض قوى الفساد والمحسوبيات داخل المدينة، حيث أقدم هؤلاء على إطلاق النار على أحد المنازل وقتل كلب الحراسة الخاص به، بهدف السرقة والتشبيح، وعلى أثر ذلك حضر صاحب المنزل مستنجداً بمجموعة من أقاربه وأصدقائه، ما أدى لوقوع اشتباك بالأسلحة النارية كان ضحيتها الشبان الثلاثة والمصابين الآخرين، فيما لاذ مرتكبو الجريمة بالفرار إلى جهة مجهولة.

تصعيد وترقب

وقد تصاعدت النتائج، حيث قام أهالي الضحايا، بالإضافة إلى قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، بالإعلان أنهم لن يدفنوا أبنائهم قبل «الأخذ بالثأر»، مع فرض الإغلاق للمحلات في بعض الشوارع الرئيسية، مع بعض الممارسات المسيئة بحق أصحابها، حيث باتت شوارع المدينة شبه خالية من الناس في ليلة الخميس- الجمعة، مع ترقب وحذر، ترافق مع سماع أصوات رصاص متفرق.

كل ذلك جرى ويجري بظل غياب شبه تام لسلطة الدولة والقانون، حيث يجمع أهالي السلمية على أهمية عودة سلطة وهيبة الدولة إلى السلمية، بعد ظاهرة الفلتان الأمني التي تشهدها المدينة منذ حين، حيث يخشى الأهالي من مساعي تأجيج الفتنة داخل مدينتهم، خاصة بوجود أطراف تحرض على ذلك، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عن وفاة الشبان الثلاثة بموجب القوانين وعبر القضاء الرسمي، بعيداً عن دعوات التعبئة والتحريض على «الثأر» التي تتزايد من هنا وهناك.

واقع ليس بجديد

يشار إلى أن حالة الفلتان الأمني ليست جديدة في مدينة السلمية، فقد سبق أن حذرنا منها سابقاً عبر صفحات جريدة قاسيون، وخاصة تزايد عمليات الخطف واستعمال الأسلحة داخل الأحياء، بما في ذلك القنابل أحياناً، بغاية التشبيح والسرقة وغيرها من المسوغات الأخرى، وبوجود المحسوبيات والوساطة والدعم من قبل بعض المتنفذين في المدينة.

يشار أيضاً إلى أن الفعاليات الاجتماعية والدينية داخل المدينة كانت قد اجتمعت من أجل العمل على تهدئة أهالي المتوفين، الذين ما زالوا مصرين على أن يسلم القتلة أنفسهم للعدالة، فيما تعهدت الجهات المسؤولة بالعمل على ذلك خلال مهلة حددتها بـ 48 ساعة للقبض على هؤلاء.

معاناة مستمرة

علماً أن المدينة وقراها المحيطة ما زالت تتعرض للقصف، كما ما زالت مسرحاً للعمليات القتالية بين أطراف الصراع، خاصة التنظيم الإرهابي داعش وبعض الفصائل الموالية له.

كما ما زال الأهالي يعانون من شح المياه وسوء الخدمات، بالإضافة إلى سوء الواقع الاقتصادي المعاشي العام، وتحكم التجار وسماسرة الحرب مع بعض المتنفذين بالخدمات والمواد والأسعار، ناهيك عن الممارسات السيئة من بعض عناصر الحواجز متعددة الولاءات والتبعيات، داخل المدينة وعلى أطرافها.