مجلس الشعب الطلابي

نشرت وسائل الإعلام المحلية المختلفة قبل أيام خبراً تضمن تغطية إعلامية لحضور مجلس الشعب الطلابي تحت قبة البرلمان للمرة الثالثة لمتابعة جلسة مجلس الشعب التي انعقدت بحضور غالبية أعضاء الحكومة من نواب رئيس الوزراء والوزراء وقد جاء في إحدى هذه الصحف التي قامت بالتغطية الإعلامية: «إن ذلك يأتي في إطار تفعيل دور الشباب والطلاب في الحوار الوطني الشامل ودورهم في إخمادنا الأزمة التي تحرق الوطن ومساءلة الحكومة عما أنجزته من بيانها الوزاري وخصوصاً ما يتعلق منها بقضايا الشباب والطلاب وطالب مجلس الشعب الطلابي مجلس الشعب بتفعيل دور الشباب والتواصل مع مجلس الشعب الطلابي للوصول بصوته الذي يمثل كل فئات الشباب والطلاب الجامعيين والعمل على حل مشاكلهم وإنه للمرة الأولى في الحياة التشريعية السورية وفي سياق العمل الشبابي يدخل طلاب من كليات ومعاهد وأحزاب وقوى سياسية ومكونات مجتمعية تمثل كامل المجتمع السوري إلى مجلس الشعب بصفتهم أعضاء في مجلس الشعب الطلابي يمارسون دورهم كأعضاء مجلس شعب حقيقيين».

إن ما ورد أعلاه وخاصة قضية وجود مجلس شعب طلابي ظاهرة إيجابية تحدث لأول مرة في تاريخ سورية ولكن التحدث بصيغة إنه يمثل كل فئات الشباب الطلاب الجامعيين فهذا لا يجوز أو التحدث بصيغة إنه يمثل كل القوى والأحزاب السياسية فهذا لا يجوز أيضاً لإن الجميع يعرف إنه ليس كذلك لعدة عوامل:

هذا المجلس المكون من 30 عضواً لا يمثل كل الطلاب الجامعيين في البلاد فالحركة الشعبية الاحتجاجية في الجامعات غائبة عنها وكذلك الكثير من القوى السياسية.

لا تزال المادة الثامنة القديمة تفعل فعلها في عمل مختلف الهيئات الطلابية من حيث إنها من لون واحد «أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية».

لم تجر انتخابات حقيقية أثناء تكوين هذا المجلس.

وعوامل أخرى ولكي يكون هذا المجلس مجلس شعب طلابي حقيقي يجب أن تتمثل فيه الحركة الشعبية الاحتجاجية في الجامعات ومختلف القوى السياسية أثناء الحوار ويجب أن يتصدى المجلس لقضايا تعليمية راهنة وحساسة مثل إعادة الطلاب المفصولين ومنع العنف وظاهرة التشبيح في الجامعات ورفع معدلات القبول الجماعي لأبناء الشعب وخاصة الفقراء وأبناء الشهداء المدنيين والعسكريين والتراجع عن كل أشكال التعليم الليبرالية التي تم اتخاذها في السنوات العشر الأخيرة وليعود التعليم الجامعي كما كان في السابق مجانياً ومتاحاً للجميع وكذلك تأسيس صحافة طلابية حقيقية وتفعيل دور الاتحادات الطلابية كمنظمات نقابية للطلاب وليس كمنظمات تابعة لأحزاب وإطلاق سراح الطلاب المعتقلين والرد على عشرات الرسائل الطلابية إلى أرسلها طلاب كليات ومعاهد عديدة يشكون فيها من تعرضهم للإجحاف في امتحاناتهم.

قضايا كثيرة بحاجة أن تنجز لا يمكن أن تلخص في مادة واحدة لتكون سورية الجديدة القادمة منارة لديمقراطية التعليم في المنطقة ولكي يكون مجلس الشعب الطلابي مجلساً للشعب يمثل جميع طلاب جامعات البلاد ومعاهدها