توسيع السكن الجامعي

يعتبر السكن الطلابي اليوم علامة واضحة ضمن مكتسبات التعليم الجامعي وركناً أساسياً في ديمقراطية التعليم ومكسباً اجتماعياً هاماً وحيوياً للطلاب ويعود تأسيس أولى المدن الجامعية المخصصة لسكن الطلاب في سورية إلى العام1962 في جامعة دمشق وكانت في البداية عبارة عن وحدتين سكنيتين فقط ثم انتشرت في باقي الجامعات السورية وتوسعت أيضاً مع توسع عدد الطلاب وتعتبر المدن الجامعية في سورية من الانجازات الهامة التي تحققت للطلبة نظراً لما تقدمه من خدمات كبيرة فهي توفر السكن لأبناء الفقراء كما ان الغالبية الساحقة من طلاب المدينة الجامعية هم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي لا تتيح لهم ظروفهم دفع أجرة السكن خارج المدينة الجامعية وتحقيق هذا المكسب لم يأت منة من أحد بقدر ماكان استجابة للتطور الاقتصادي-الاجتماعي في البلاد وممارسة الدولة لدورها المفترض وبجهود الحركة الطلابية السورية ونضالاتها في القرن العشرين.

لكن هذا المكسب بدأ يفقد شيئاً فشيئاً معانيه بحكم مجموعة من المسائل والمشاكل التي تتكرر سنوياً مع بداية أو نهاية كل عام دراسي وجميعها تبقى حبيسة الروتين والفساد والبيروقراطية بلا حل إحدى هذه المشاكل التي يعاني منها الطلاب هي مدى استيعاب الوحدات السكنية للطلاب وقضية توسيع السكن الجامعي فالوحدات الموجودة لا تستطيع استيعاب ربع عدد الطلاب في كل الجامعات السورية.

تضم المدينة الجامعية بدمشق (27)وحدة سكنية منها (13) وحدة سكنية في تجمع المزة والوحدتان(18-19) دراسات عليا والوحدتان(27-28)علوم ساسية،والوحدات(9-16-17-23) في تجمع الهمك والوحدتان(10-22)في تجمع برزة والوحدات (24-25-26) قيد الانشاء والترميم وتؤمن المدينة الجامعية بدمشق السكن لحوالي 13000 طالب وطالبة حسب الأرقام الرسمية في حين يبلغ عدد الطلاب الدارسين في كليات دمشق ومعاهدها حوالي 150ألف طالب وطالبة تقريباً أي ان المدينة الجامعية بدمشق لا تؤمن السكن لكل الطلاب المحتاجين ويسكن في الغرفة الواحدة مابين 6-9 طلاب مع العلم ان كل غرفة تتسع ل3-4 طلاب او طالبات في الحالة الطبيعية ما يسبب أزمة خانقة تؤثر على دراسة الطلاب.

المدينة الجامعية في ديرالزور تعاني من مشاكل مماثلة أيضاً  فهي مخصصة للطالبات فقط دون الطلاب ولا تكفي طاقة استيعابها العدد الفعلي للطالبات أضف الى ذلك موقع المدينة الجامعية القريب من مقابر مدينة دير الزور في الضواحي يؤثر على مواصلات الطالبات وخاصة في الليل وفي الحسكة أيضاً السكن مخصص للطالبات فقط.

المدينة الجامعية في حماة تضم وحدة سكنية واحدة مخصصة لطلاب وطالبات طب الأسنان والطب البيطري البالغ عددهم 2000طالب وطالبة متوسطياً اي بمعدل غرفة لكل 16 طالباً ويسكن في الغرفة الواحدة مابين 3-4 طلاب واحياناً يتم حشر عدد أكبر من ذلك.

قضية توسيع المدن الجامعية كانت حاضرة في جميع المؤتمرات الطلابية منذ ثلاثة عقود مطالبات مستمرة ومداخلات تكررت سنوياً وقرارات اتخذت لكن جميع القرارات بقيت حبيسة الأدراج على سبيل المثال أقر المؤتمر السادس عشر للاتحاد الوطني لطلبة سورية المنعقد عام 1996 بناء برج سكني قرب المدينة الجامعية بدمشق ليستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب سنوياً لكن ذلك لم يكن سوى مجرد حبر على ورق ولم ير هذا المشروع الحيوي النور أبداً لغاية اليوم.

كانت هذه السنة الدراسية كسابقاتها طوابير من الطلاب تتزاحم أمام كوة التسجيل من أجل غرفة تؤويهم ويترك الكثيرون أمام رحمة الفساد والبيع بالطرق غير الشرعية حيث يضطر البعض شراء غرفة من سماسرة الفساد الجامعي بمبلغ يزيد على ضعفي المبلغ الرسمي.

متى سيحصل الطالب السوري المنتوف على هذا المطلب الهام وهو توسيع المدن والوحدات السكنية الجامعية سؤال برسم وزارة التعليم العالي ؟؟!!!!