سلام نمر سلام نمر

كيف الوضع ؟.. ماشي الحال!

السؤال الذي يطرحه الصديق على الصديق هذه الأيام هو: «كيف الوضع؟» وغالباً ما يأتي الجواب ملغوماً أكثر من السؤال بجملة «ماشي الحال»، وذلك لضرورة الشعر والنثر الهاتفي، أما حين الجلوس في الأماكن العامة والمقاهي فتختلف الطقوس وتصبح أكثررمزيةً وإيلاماً، ولاسيما عند متابعة أجواء لقاء رياضي آسر بين البرشا الكتلوني والشياطين الحمر مثلاً.

أما قصة وسائل النقل فهي وحدها حكاية لا تنتهي، وذلك بحسب طول الخطوط وقصرها، فتارة ترى السائقين يقودون على أنغام الأغنية التي تشبه الوجبات السريعة والتي تحتوي على الكثير من المايونيز، أوتراهم عندما يشتمون رائحة غريبة في وسيلة نقلهمينتقلون إلى إحدى تلك الإذاعات التي أعلنت في الأمس القريب وطنيتها.. يعني «لعية نفس»!.

ويبقى السؤال الأساسي «كيف الوضع عندكم؟»، والإجابة دوماً «ما في شي، كله تمام، وذلك من باب الحصول على جرعة إضافية من الاستقرار النفسي، وما إن يسمع قائل هذه الكلمات صوت طقة بالون في يد طفل يلعب في  أحد شوارعنا الهادئة حتى يرتميبثقل جسده خلف أقرب شجرة وقعت عليها عيناه، خوفاً من ارتدادات البالون المنفجر.

كل هذا والأكثرية الصامتة المتفرجة على ما يحصل في البلاد لا تريد النقاش والحديث عن الأزمة العضوية التي نمر فيها، ولذلك فهم يفضلون برامج التسلية والنكات ولا يريدون أن تخرج من سياراتهم سوى أصوات الغناء التي تمجد حب الحياة وكأن الأخرين لايحبونهاوبدل أن يقوم الإعلام بشقيه العام والخاص بدوره التوجيهي والمساعد في خفض منسوب الاحتقان، تجده ينتقل إلى ضفة التصعيد ورسم الاصطفافات، فيرى الناس أنفسهم إعلامياً إما أخياراً أو أشراراً على مبدأ من «من ليس معنا فهو ضدنا»، وأمام هذاالمشهد الإعلامي والثقافي المتدهور إلى الحضيض، والذي أختلط فيه الحابل بالنابل، لا استطيع إلا قول الآية الكريمة «إن الله لا يغير ما في قوم حتى يغيٍّروا  ما في أنفسهم»!.