دوامة المازوت ....في مخيم الوافدين
في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء أذيع من مئذنة الجامع، أن مادة المازوت وصلت إلى مخيم الوافدين، بعد انتظار دام قرابة أسبوعين قضاها السكان ينتظرون أمام محطة الوقود الخاصة بتجمع مخيمالوافدين النازحين من أبناء الجولان المحتل، في كل يوم كانت تصدر إشاعة بأن مادة المازوت ستصل خلال ساعات، فيتجمع الأهالي ليحجزوا لهم دوراً أمام محطة الوقود، ويقضوا ساعات طويلة في الانتظار قد تصل لخمس أوست ساعات، قبل أن يخبرهم المعنيون عن المحطة أن مادة المازوت لن تصل اليوم، إلى أن جاء اليوم الموعود الذي أذيع فيه عن وصولها خلال ساعات قليلة إلى تجمع «مخيم الوافدين»، ليتجمع الأهالي من جديد وفق طابورالدور، ورغم كل ما عانوه خلال الأسبوعين من انتظار كتب عليهم الانتظار أيضاً بين الثلاث إلى أربع ساعات قبل أن يصل صهريج المازوت، إلا أن مشاكل الانتظار لم تنته بوصول مادة المازوت، بل توجب عليهم الانتظارلساعتين كاملتين، بحجة انقطاع التيار الكهرباء في التجمع، هذا التيار الذي لم يقطع خلال أسبوعين أكثر من ساعة واحدة خلال اليوم، إن قطع...!
، لكن المصادفة شاءت أن يقطع التيار الكهربائي أكثر من خمس ساعات مع وصولمادة المازوت ....؟ وما زاد الأمر سوءاً هو أن مولدة الكهرباء الخاصة بـ محطة الوقود عاطلة عن العمل، ولا يمكن تفريغ حمولة الصهريج، الذي قرر سائقه الرحيل قبل أن يفرغ مخصصات التجمع من مادة المازوت، ليتبرع أحدالأهالي بجلب مولدة كهربائية صغيرة، ثم جلب مولدة أخرى أكبر من أحد المراكز الحكومية التابعة للتجمع، بعد إفراغ الحمولة في المحطة، توجب على الأهالي الانتظار لمدة ساعة قبل أن يعود التيار الكهربائي و بعد انتظار دامسبع ساعات تم تقليص الكمية المخصصة للمواطن عدت مرات، في المرة الأولى، تحدث أحد موظفي المحطة بأن نصيب الفرد من مادة المازوت «30» لتر فقط، ثم عاد ليرتفع نصيب الفرد «50» لتر حتى يتسنى تكفي الكميةلجمع أهالي التجمع، قبل أن يأتي رئيس البلدية ليعلن على الملأ أن نصيب الفرد «25» لتراً فقط، بحجة أن المخصصات لا تكفي للجميع، رغم أن الموظف المسؤول عن توزيع مادة المازوت و الذي هو أعلم بالكمية و كيفيةتوزيعها بحيث تستوعب جميع الأهالي فيما لو خصص لكل فرد «50» لتراً، لينتظر أهالي التجمع أكثر من سبع ساعات و من قبلها عدد كبير من الساعات في الأيام التي سبقت التوزيع ليحصلوا فقط على «25» لتر، علماً أنالقسيمة التي منحتها البلدية للمواطنين تنص على منح كل مواطن «100» لتر في المرحلة الأولى و «100»لتر في المرحلة الثانية بعد عدة أشهر هذا وفق القانون.
فـ تقسيم 100 لتر على عدة مراحل أي على عدة أسابيع سيكون على أهالي التجمع أن يقفوا عدة مرات قد تصل مدة الانتظار فيها كل مرة إلى أكثر من سبع ساعات قبل أن يحصل المواطن على خمس وعشرين لتراً من مادةالمازوت .
إحدى السيدات اللاتي تكبدنا عناء الانتظار تتحدث لـ «قاسيون» عن ما سمعته من حديث دار بين رئيس البلدية وسائق المكروباص.
«السيدة» سمعت أحد السائقين يقول لرئيس البلدية نحن نشتري منك اللتر الواحد «40أو 50» ل.س قبل أن يتم تقليص مخصصات الفرد من «50» لتر إلى «25» لتر.
سيدة أخرى تصف لـ« قاسيون» ما عانته من مشقة الانتظار.
«السيدة»: منذ أسبوعين أخبرونا بوصول مادة المازوت إلى التجمع، فوقفنا أمام المحطة لأكثر من سبع ساعات و في كل مرة كنا نسأل متى سيصل الصهريج كان يقال لنا هو في الطريق، لم تصل حينها مادة المازوت، تكررت هذهالحالة أكثر من مرة كنا نأتي وننتظر دون جدوى، و بعد أن توفرت لا نحصل إلا على كمية قليلة، يعني أنه علينا أن نعاني ما عانيناه سابقاً .
«م،ال» : أحد سكان التجمع عانى ما عاناه جميع الأهالي.
«م،ال» يرى بأن تقليص حصة الفرد، يدل على أن هناك عملية بيع حر دون قسائم ، بأسعار مرتفعة، مما سيعود بربح مضاعف على من يقوم ببيعه و من يتستر عليه، فهم منذ أسبوعين أخبرونا بأن يوم الخميس المقبل ستتوفر مادةالمازوت، و أتى يوم الخميس و لم يوزع شيء منه على الأهالي، كما يقول بعض الأهالي إن الكمية أتت حينها لمحطة الوقود و تم تصريفها ليلاً، لذلك نحن نعاني من عدم توفر مادة المازوت بشكل يكفي جميع الأهالي، هذا بحسبقول «م،ال» و أهالي تجمع مخيم الوافدين .
فلماذا قلص رئيس البلدية حصة الفرد من مادة المازوت من خمسين لتراً إلى «25» لتراً فقط، بعد أن تم تقليصها مسبقاً من «100» لتر إلى «50» لتراً .
و لماذا قطع التيار الكهربائي لمدة ست ساعات متواصلة في هذا اليوم قبل أن يضطر الأهالي مكرهين على القبول بخمسة و عشرين لتراً فقط، رغم أن التيار الكهربائي لم يكن يقطع في الأيام الماضية و إن قطع لا تتجاوز مدة القطعأكثر من ساعة رغم التقنين الحاصل في البلد كـكل، ولم تقطع أكثر من ساعتين في اليوم التالي على دفعتين.
لماذا لم يرك الأهالي تقف معهم في طابور الدور و تنتظر أكثر من سبع ساعات معهم للحصول على مادة المازوت، أم أن مخصصاتك تصل كاملة إلى منزلك دون الحاجة للوقوف كباقي الأهالي و تكبد عناء و مشقة الانتظار معهمعلك تشعر بمعاناتهم .
برسم وزارة النفط و رئيس البلدية ....؟