برسم وزارة الزراعة الكارثة وقعت.. وصندوق الدعم أثناء الكوارث لم يحضر؟!
من المعروف أن الفلاحين هم أكثر الفئات في المجتمع تأثراً بعوامل الطبيعة فمزارعوالحبوب مثلا يتأثرون بقلة المطر والجفاف، ومزارعوالأشجار المثمرة كالزيتون والتفاح والحمضيات يتضررون بانتشار الأمراض والأوبئة والحشرات المختلفة المتأثرة بتقلبات المناخ والطقس،
وأما أكثر المزارعين تأثراً بتقلبات الطقس مثل الصقيع والعواصف الهوائية و«التنين» فإنه يضرب قطاع الزراعة المحمية أوما يعرف «بالبيوت البلاستيكية» بشكل أساسي فكثيراً ما دمرت الطبيعة مستقبل أسر فلاحية بأكملها خاصة أن المزارعين يعانون الأمرين أصلاً من غلاء المواد الزراعية ومستلزماتها مثل البذور والأدوية والنايلون وعبوات التعبئة التي وصلت أسعارها إلى مستويات جنونية، خاصة أنها مستوردة ويتحكم بها التجار بشكل كامل. وفي هذه الظروف تم استغلال المزراعين مرتين مرة بسبب ظروف البلد والأزمة التي نعيشها والحصار الدولي الجائر على سورية وهوعامل خارجي وموضوعي موجود لا أحد يستطيع إنكار دورهُ الذي أدى إلى ارتفاع كبير في هذه المواد، وأما العامل الثاني فهوداخلي وتحديداً تلاعب تجار الأزمات بالتحكم واحتكار المواد، تحت شعار أنها مستوردة وتتأثر بارتفاع الدولار مع العلم أنه يجري استيراد الكثير من المواد من دول صديقة مثل الصين والهند وإيران وروسيا ورغم ذلك يجري مضاعفة الأسعار على الفلاحين وهومايؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي ومضاعفة أسعار المنتوجات الزراعية في السوق إلى تدني سعرها عند بيعها من المنتج، خاصة مع الظروف الأمنية القاهرة بالبلد وارتفاع أسعار المحروقات والارتفاع الجنوني بأجور النقل بين المحافظات تحت حجج مختلفة أهمهاالأوضاع الأمنية ومن هنا فإن مزارعي البيوت البلاستيكية المحمية في الساحل السوري يناشدون السلطات المسؤولة خاصة ووزارة الزراعة بتفعيل صندوق الضمان الزراعي للتعويض عن الكوارث الطبيعية والذي أنشئ بمرسوم جمهوري منذ العام الماضي ولكن للأسف لم يجر تطبيقه وتنفيذه على أرض الواقع حتى الآن خاصة أنه حدثت عواصف وموجات صقيع دمرت مئات البيوت البلاستيكية والتي كلفت الملايين ووضعت مستقبل آلاف الاسر الفلاحية في مهب الريح والفقر والعوز وإن ضمان تفعيل هذا الصندوق ليس قضية زراعية أوقضية تأمين فقط بل هي قضية أخلاقية ووطنية بامتياز لأن الزارع الذي ينتج الغذاء لأبناء وطنه يستحق ضمان مزروعاته خاصة في حالات الكوارث الطبيعية ففي العام الماضي وهذا العام نشرت قاسيون أكثر من مقال حول هذه الكوارث في مناطق بانياس وعكار ومجدلون البحر ويحوزي وسمريان وميعار شاكر ويحمور وغيرها من القرى التي ضربتها عوامل الطبيعة ورغم الكشف على هذا الأضرار عبر لجان مختلفة إلا أن المزارعين ما زالوا منتظرين الوعود الكثيرة والتي لم تتحقق حتى الآن...