الهاربون إلى السويداء
الآلاف من أهالي المنطقة الشرقية وخاصةً محافظتي دير الزور والرقة، والذين يهربون عبر الطرقات الترابية في البادية، في رحلةٍ تستمر ما بين 25 و30 ساعة، وتكلفهم مبالغ كبيرة يصلون إلى شرقي محافظة السويداء، ليتجهوا منها إلى دمشق، ويمرون بظروف ليست قاسية من حيث معاناة السفر فقط، بل يعرضون حياتهم للخطر من قبل المجموعات الفاشية التكفيرية.. لكن ذلك ليس كافياً يبدو في نظر الجهات المسؤولة في السويداء والمجموعات المسلحة التي تحت إمرتها.!
منع الدخول.!؟
لا يسمح لهؤلاء الهاربين من دخول مدينة السويداء إلاّ بعد الحصول على موافقة من المحافظ.. كما أنّ إحدى المجموعات المسلحة المحسوبة على الموالاة تمنع دخولهم وتقوم باحتجازهم ولا يطلق سراحهم إلا بعد وساطات أو تدخل من بعض المسؤولين، ويشمل هذا المنع حتى أهالي السويداء الذين يقيمون في شرقها، وحدث صدام سابقاً بين مجموعتين مسلحتين وتم حل المسألة أيضاً بعد تدخل المسؤولين في المحافظة.!
الاحتجاز في معسكر الطلائع.؟
تقوم الجهات المسؤولة باحتجاز الآلاف من الهاربين من جرائم داعش وغالبيتهم من كبار السن والنساء والأطفال في معسكر الطلائع في مدينة السويداء، وتمنعهم من مغادرته وتمنع أي مواطن من المنطقة بالدخول له، بحجة ريثما تقوم الجهات الأمنية في دمشق بالتدقيق في أمورهم، ولمنع تسلل الدواعش إلى السويداء ودمشق، ويستمر ذلك أسبوعين وثلاثة، وهم يتعرضون لمعاناة كبيرة في الغذاء والماء وبقية الخدمات، ناهيك أنهم بالأصل كانوا يعانون من هيمنة داعش وممارساتها، ومن ظروف معيشية صعبة، وقد نقل هذه المعاناة العديد ممن سمح لهم بالمغادرة إلى دمشق.!
لا شك أن المحافظة على أمن البلاد ضرورة، لكن أن يخضع النساء والأطفال وكبار السن لذلك ولمدة طويلة فإنه يترك أثراً سيئاً وسلبياً لدى هؤلاء، علماً أن المنتمين إلى داعش يعرفون أنهم مطلوبين ولا يدخلون علناً إنما يتسللون بطرق مختلفة، فلماذا هذا التعقيد والتأخير.!؟