دير الزور المحاصرون والمصادرون بين الموت والتفاؤل!
وجوهٌ شاحبة وهياكل نحيلة عبارة عن جِلد وعظم كأشباحٍ تتحرك، لكن ليس بخِفّةٍ وإنما ببطء كإيقاع الموت المحيط بهم، ويضطرون للاستراحة كل عدة أمتار، ويومياً حوالي عشر نعوات للموت تعلق على الجدران، إمّا جوعاً وإما من القذائف التي تستهدفهم. ومنذ أيام قنص الفاشيون الشابة حورية صبحي العنزي عندما خرجت لإحضار الماء لأهلها، وهي تحمل إجازةً في الحقوق، وأخرى في التربية!.
هذا واقع حال الأهالي المحاصرين في دير الزور.
الأزمات تتوالى
لقد نسينا الكهرباء، والعطش شبه دائم، كما نسينا الخضار والفواكه، والمواد تارةً تملأ الأسواق بأسعار محلقةٍ في السماء.. وتارةً تختفي وتُباع بالسرّ لدى محتكريها من تجار الأزمة وحماتهم من المسؤولين والمتنفذين، وتتوالى علينا الأزمات فمرةً المياه ومرةً الخبز، حيث تنقطع وتقل لأيام عديدة وبعض المناطق لأشهر، فيضطرون للذهاب إلى محطة المياه للحصول عليها مما يضاعف تكلفتها، ومرةً الخبز فسعر 30 رغيفاً 500 ليرة، أما رغيف التنور فسعره 75 ليرة، ولا توجد وسائل نقل، حتى من هو بحاجة للذهاب إلى المشفى أو إسعاف سيذهب ماشياً أو بعربة خضار، والتشييع يتم بالطريقة ذاتها أو تدفع 20 ألف ليرة لسيارة الهلال! ومؤخراً بدأت تجارة أمبيرات الكهرباء، 3 ساعات بـ 500 ليرة، أي بالشهر14 ألف ليرة، والخروج من المدينة بات شبه مستحيل لأنه يجب دفع 300 ألف ليرة عن كل فرد يغادر بالطائرة للسماسرة والفاسدين! فيما تواتر القصف الداعشي بشكلٍ مكثف على هذه الأحياء، وذهب ضحيته العشرات قتلى ومصابين من المدنيين الأبرياء!.
التدخل الروسي يبعث الأمل!
بعثت المساعدات الروسية شيئاً من الحياة للبعض ممن حصل عليها من الأهالي، ولو أن معظمها يذهب للفاسدين والمتنفذين، فحسب قول المواطنين أن 960 عبوة ألقيت مؤخراً، وزع منها على الأهالي حوالي 300 فقط، فأين ذهبت البقية؟ أما مساعدات الهلال فأصبحت كل عبوة لأسرتين، حيث وزعت حوالي 200 عبوة، وبعضها يباع بالأسواق وتصل قيمتها حوالي 70 ألف ليرة، والشيء الذي يكشف حجم الفساد أن المواد نزلت إلى الأسواق مباشرةً وانخفضت أسعارها بنسبة الثلث تقريباً!
في انتظار الفرح!
وجاء تحرير تدمر بدعم روسي، فارتفعت الزغاريد وتفاءلت الناس بقرب انتهاء الحصار الفاشي، ويؤكد الأهالي أن ما يهمهم الآن الخلاص والنجاة من الموت جوعاً، وانعكس الفرح حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الفاشيين التكفيريين، من خلال الاتصالات التي تسأل متى نتخلص من هؤلاء الوحوش، وإن لم يعلنوا عنه بشكلٍ مباشر خوفاً من انتقامهم!