اللعب ع المكشوف

اللعب ع المكشوف

لم يعد خافياً على أحد أنه وكلما تم التقدم خطوات باتجاه استكمال إجراءات فك الحصار على منطقة ما، أو كلما مضى السعي لوقف العمليات القتالية وتكريس نوع من الهدنة في منطقة أخرى، يتم افتعال حدث له طابع أمني معين يوقف أو يعرقل هذه الخطوات والإجراءات، كانتكاسة مباشرة ارتباطاً مع هذا الحدث المفتعل.

الأمثلة على ذلك باتت كثيرة ومتعددة، كما أن وسائلها وأدواتها، باتت مكشوفة، ومع الأسف دائماً ما يترافق ذلك بضحايا مباشرين وغير مباشرين، سواءً من المدنيين أو العسكريين، بالإضافة إلى الأضرار بالمباني والمنشآت، ولم ننس الكثير من تلك المحاولات والمساعي التي طالت كل من حمص وحماة واللاذقية ودير الزور والحسكة وحلب ودمشق، والمناطق والأرياف المرتبطة بهذه المدن كلها وغيرها، من تفجيرات إرهابية وعمليات انتحارية، أو عمليات اختطاف وأسر هنا وهناك، وغيرها الكثير من الوسائل والأدوات التي يتم استخدامها لهذه الغاية أو غيرها من الغايات الأخرى التي لها علاقة بزعزعة السلم الأهلي وخلط الأورق وعرقلة الحلول....

الأهالي هم المتضررين دائماً

مؤخراً أصابت الانتكاسة كل من قدسيا وبرزة في الريف القريب من دمشق، بعد البدء بالمضي باتجاه استكمال الهدنة في هاتين المنطقتين، واستكمال فك الحصار عنهما، حيث وعلى وقع اختطاف بعض العسكريين في منطقة قدسيا، تم إعادة إغلاقها والتشدد بإجراءات الحصار على أهلها، كنتيجة مباشرة لذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القاصي والداني يدرك أن الأهالي ما زالوا هم المتضررين المباشرين لمثل تلك الأحداث الأمنية المفتعلة وبشكل دائم، كما أن هناك مستفيدون مباشرون من عدم التقدم باتجاه استكمال إجراءات الهدنة، اعتباراً من المسلحين والمتطرفين، مروراً ببعض القوى المحلية والإقليمية والدولية، وليس انتهاءً بتجار الأزمة والفاسدين، على اختلاف مواقعهم وانتماءاتهم، الذي أثروا على حساب الأهالي وأمنهم. 

كذلك الأمر في منطقة برزة، فبعد أن فتح الطريق لمدة طويلة نسبياً أمام الأهالي، والكثيرون منهم بات باستطاعتهم الدخول والخروج منها آمنين، كما أن العديد من أهلها عادوا إليها حيث أصبحت منطقة آمنة، تفاجأوا مؤخراً بإعادة إغلاق الطريق أمامهم، لنفس للأسباب نفسها، كما للمستفيدين نفسهم.

حوادث مدانة وإصرار شعبي على الحل

من الهام التأكيد على أن افتعال الحوادث ذات الصبغة الأمنية سواء كانت عمليات إرهابية أو تفجيرات انتحارية أو اختطاف أو أسر العسكريين أو المدنيين وغيرها، هي عمليات وحوادث مدانة بالمقاييس كلها وعلى المستويات جميعها، وهي بالنتيجة لا تخدم إلا أعداء الوطن والمواطن، والمستفيدين من الحرب والأزمة واستمرارها. 

بالإضافة لذلك من الهام التأكيد على أهمية الحفاظ على ما يتم التوصل إليه من نتائج على مستوى الهدن وفك الحصارات، وما لهذه الإجراءات من انعكاسات إيجابية مباشرة على مستوى حياة المواطنين ومعيشتهم، كما أن الاستمرار بهذه الإجراءات سيفوت الكثير من الفرص أمام المتربصين سوءاً بالوطن والمواطن، مشيرين أن تلك الحوادث المفتعلة وغيرها، هي الوسائل والأدوات الأخيرة في جعبة هؤلاء أمام الإصرار الأهلي والشعبي على التمسك بمسيرة الحل السياسي الشامل المرتقب.