الكهرباء.. والحلول الأمنية

أن تعاقب مدينة بأكملها من خلال قطع التيار الكهربائي وبالتالي قطع المياه هو أمر لا ريب مثير للدهشة والاستغراب في زمن لم يعد أحدٌ يستغرب فيه شيئاً، وخاصةً توسع نفوذ الفساد بالعرض والطول، وتحديداً حين تجري الاتصالات مع وزارة الكهرباء وترسل الفاكسات لهذه الوزارة حول ذات الموضوع ولا يصدر عنها أي رد، بل على العكس يدعي معاون وزير الكهرباء عدم معرفته بالوضع الكهربائي لمدينة البوكمال..

هذه أمور لا تدعو للدهشة أو الاستغراب بل تؤكد أن بعض القائمين على مصالح المواطنين لا يهمهم سوى الكرسي الذي يجلسون عليه، فأية معاونة يقدمها معاون وزير الكهرباء الذي لا يعلم بما حل بمدينة تعداد سكانها مع ريفها أكثر من ثلثي المليون نسمة؟

لا أحد يعلم بمجريات الأمور في البوكمال، لا الوزير ولا معاونوه أو المدراء العامون، وقد فشلت «قاسيون» بالاتصال بمدير نقل الطاقة بالوزارة لعدم وجوده بالمكتب لساعات طويلة، فإذا كان الأمر عقوبة أمنية كما سمعنا فعلى من يتبع هذه الأساليب ويطالب الناس بالعودة إلى مدنهم ومنازلهم، عليه أن يوفر لهم أبسط الأمور وأهمها مثل الماء والكهرباء، أما من لا يؤمن بالحل السياسي السلمي ويراهن على الحل الأمني والعسكري وحيد الجانب خوفاً على مصالحه الضيقة، فنقول له إن الحل الأمني والعسكري لا يمكن أن يكون هو الحل الوحيد، وإذا كان هؤلاء مصرّين على ذلك فأين هم من المسلحين؟ ولماذا تقصف منازل وأحياء لا يوجد بها مسلح واحد؟ لماذا تركتم المسلحين منذ البداية يصولون هنا وهناك أمام مرآكم؟ أم أن في الأمر «إنّ»؟ لتأتوا في النهاية وتعاقبوا مدناً كاملة؟ من أوجد المسلحين ومن سمح بدخول السلاح والمال والعتاد بهذا الحجم والكم؟ أليست قوى الفساد هي المسؤولة عن ذلك؟ ألم يحن الوقت لمحاسبتها؟؟

نحن في «قاسيون» نطالب بالكف عن هذه الممارسات وتأمين الأوضاع المناسبة والخدمات من ماء وكهرباء وغيرها حتى يعود أبناء المدينة وكل المهجرين إلى بيوتهم وحياتهم الطبيعية.