قذائف الموت
ما زالت قذائف الإرهاب تتساقط على الأحياء السكنية في العاصمة دمشق، مخلفة المزيد من الضحايا المدنيين، بين قتيل وجريح، حالات بعضهم حرجة، حيث تجاوزت في الأيام الثلاث الماضية عشرات القذائف، تعددت أنواعها ومسمياتها.
و مازال رهان الإرهابيين، من أمثال جيش الإسلام وجبهة النصرة وغيرهم، مفتوحاً على ترويع الأهالي الآمنين بدمشق، كما غيرها من المدن السورية، بغاية ترهيبهم ومنعهم من مواصلة حياتهم.
لم يسلم أي حي دمشقي من تلك القذائف، شارع العابد- شارع 29 أيار- البرامكة- المزرعة- شارع بغداد- المزة86- ركن الدين- العدوي- وغيرها، مخلفة عشرات الإصابات بين صفوف المدنيين بين شهيد وجريح، بالإضافة إلى الأضرار المادية بالمباني والبنى التحتية.
حالة الهلع تجاوزتها غالبية سكان العاصمة، ليحل محلها حالة من الغضب والحنق، والتشبث بقوة الحياة التي تشربوها عبر التاريخ، في مواجهة قوة الموت التي يريد هؤلاء الإرهابيون فرضها عليهم عنوةً وبالقوة، مصرين على مواصلة مجابهتهم لأعباء وصعوبات الحياة التي يعانونها جراء الواقع الاقتصادي والمعاشي اليومي، كما مواجهة آلة الموت الإرهابية العبثية وأدواتها والمستفيدين منها، والداعمين لها من الفاشيين الجدد.
ومع كل قذيفة يتساءل أهالي العاصمة عن الجدوى العبثية منها، فهذه القذائف عملياً لم ولن تحقق أي هدف مرجو منها، لا على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي ولا على المستوى الشعبي والجماهيري، باستثناء أنها تحصد المزيد من الضحايا المدنيين فيها، فتزيد من عزمهم وتصميمهم على التمسك بالحياة وأسبابها، ماضين بالدفع باتجاه إنجاح مساعي الحل السياسي الشامل، على أرضية الحفاظ على وحدة وسيادة الأرض والشعب، ولو كره الكارهون.