تحرش بالفتيات ومنع التدفئة.. نساء وأطفال بلا معين أو معونة في أحد مراكز الإيواء
بملابسهم الرديئة وأقدامهم العارية، اجتمع عدد من أطفال مركز الإيواء في منطقة عدرا، حول لهيب النار الذي اشعلوه بعيدان الأشجار المتكسرة، ليلتمسوا قليلا من الدفء في أجسادهم الصغيرة النحيلة..
التدفئة معدومة
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها (قاسيون) يمنع في معظم مراكز الإيواء الاستعانة بالسخانات الكهربائية تخفيفاً للضغط على الشبكة الكهربائية، كما ليس من المسموح تركيب مدافئ المازوت خوفاً من الحرائق، علماً أنه لا يوجد مازوت بالأساس، في حين تمنع إدارة عدة مراكز إيواء مصادر التدفئة عن قاطني المركز، وتتركهم عرضة لبرد الشتاء القارس، رغم كونهم في غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين.
ومن ناحية ثانية، يعاني النازحون في مراكز الإيواء من انعدام مصادر دخل لهم، وحتى عن طريق المساعدات، التي تأتي بشكل عيني وليس مادي، مثل أولئك في مركز عدرا، حيث تقوم قلة قليلة من النساء فيه، بالعمل في معمل للبندورة بأجور بخسة، وظروف عمل غير عادلة، أما السلل الغذائية فتوزع مرة كل 60 يوماً فقط، ولا تحوي تلك السلل إلا على كميات قليلة وغير كافية من الطعام، إذ تحتوي على الرز والسكر والزيت والعدس، وأحياناً يتم توزيع الفول والطون والحلاوة، أما بقية أنواع الطعام فلا تدخل إلى المراكز، علماً أنه في بداية إنشاء مراكز الإيواء كان يتم توزيع مواد جافة لوجبتي العشاء والفطور، وطبخ كميات كبيرة لوجبة الغداء، أما الآن فقد توقف العمل بهذه الآلية.
الخبز ليس مجانياً.. ويابساً
كما علمت (قاسيون) أنه لم يعد يتم توزيع الخبز مجاناً للعائلات في مركز إيواء عدرا، بل بات يباع عن طريق أحدهم، الذي بدأ يحضر الخضار للمركز ويبيعها للعائلات، علماً أن الخبز المباع يابس وليس طازجاً.
أما فيما يتعلق بتوفر الحرامات، فهي موجودة بحكم مرور الوقت وتوالي المساعدات المقدمة والمتضمنة لها فيما مضى، بينما موضوع الملابس فهي غير موفرة وخاصة للأطفال، والطلاب.
تحرش بالفتيات والمتطوعات
وتعاني الفتيات في مراكز الإيواء من انعدام الحماية لهن، في ظل غياب الأخ أو الأب، بغالبية الأسر النازحة، حيث تتعرض الفتيات للتحرش من قبل بعض عناصر الأمن المسؤولين عن حراسة المراكز، والذين قاموا بمضايقات وصلت لحد الاعتداء في حالات معينة، حتى أنهم بادروا لمضايقة المتطوعات اللاتي كنّ يترددن للمركز بغرض تقديم أنشطة ترفيهية للأطفال هناك، ما أدى لتوقف تلك الأنشطة.
مركز إيواء قدسيا
خارج تغطية المعونات
وفي سياق مشابه، يواجه مركز الإيواء في منطقة قدسيا البلد، والذي هو عبارة جامع في ساحة الميكروباصات في المنطقة، من انعدام دخول المساعدات نهائياً، فالمنطقة محاصرة، وكل مايدخل يتم مصادرته من قبل المسلحين وبيعه بأسعار مضاعفة، وحتى مادة الخبز هي نادرة التوفر، إلا الطلاب والموظفين الذين قد يتمكنوا من إدخال كميات قليلة أثناء عودتهم من دوامهم وعند دخولهم من منطقة مساكن الحرس، إلا أن ذلك لا يكفي أيضاً.
والقائمون على ذلك المركز قاموا بمنع إحدى حملات التلقيح من أداء مهمتها، بحجة الاتفاق مع منظمة الأونروا، إلا أنه وفقاً لأحد أعضاء حملة التلقيح، الهدف الأساسي من منع الحملة هو رغبة القائمين على المركز باستغلال حملات التلقيح بطلب إدخال المساعدات التي يتم سرقة معظمها غالباً لصالح من يستلمها.
مراكز الإيواء في دمشق برعاية جمعيات خيرية
بالمقابل، وفي مدينة دمشق تقوم الجمعيات الخيرية بتقديم المساعدات لمراكز الإيواء، والتي تكون بمثابة صلة وصل بين منظمة الهلال الأحمر وبين تلك المراكز، أو تقدم المساعدات من قدراتها الخاصة، علماً أن الهلال الأحمر هو المنسق الرسمي الوحيد لكافة المنظمات الدولية التي تعمل بسورية، والمعنية بأمور المساعدات، وذلك بقرار من وزارة الخارجية السورية.
إن معظم السلال الغذائية المقدمة كمساعدات في سورية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، ويستلمها الهلال الأحمر ويعمل على توزيعها على مراكز الإيواء والمحتاجين من خلال الجمعيات الخيرية، التي تؤمن تغطية أكبر للمناطق.
وتم إنشاء قاعدة بيانات في دمشق يتم توزيع المساعدات بموجبها لمنع الازدواجية في العمل، إلا أنه يوجد عدة مناطق يتواجد فيها نازحون، وتقوم بوظيفة مركز الإيواء دون أن يتم لحظها عند توزيع المساعدات، مثل دار زيد بن حارثة القديمة في منطقة حاميش، والتي يقطن فيها موظفون تابعون لوزارة الشؤون الاجتماعية مع عائلاتهم منذ حوالي ثلاث سنوات، لكن هؤلاء لا يتم حسابهم بتوزيع المعونات لوجود مورد دخل شهري لهم كونهم موظفون.
يشار إلى أن مفوضية اللاجئين أعلنت أن عدد النازحين داخل سورية قد انخفض إلى 6.3 مليون من 7.6 مليون، ربما بسبب لجوئهم إلى أوروبا.