وعود لم تنفذ ..  دمشق تعاني انقطاعاً شبه تام للمياه منذ أكثر من شهر

وعود لم تنفذ .. دمشق تعاني انقطاعاً شبه تام للمياه منذ أكثر من شهر

انضمت المياه إلى قائمة الأزمات التي تواجه المواطن السوري في حياته اليومية، وفي حادثة ليست الأولى من نوعها، تعيش مدينة دمشق منذ حوالي الشهر تقنيناً جائراً للمياه، وصل لحد الانقطاع التام عن بعض الأحياء، إثر عدم قدرة مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي على إصلاح العطل الحاصل في خطوط المياه المغذية للمدينة، والمتواجدة في منطقة بردى.

إلا أن المميز هذه المرة عن سابقاتها، تراجع التصريحات الإعلامية للمسؤولين عن الموضوع، ما وضع المواطن في حيرة من أمره، وأثار تساؤلات عن مدى وجدية الاهتمام بحاجاته الأساسية، حيث اكتفى المعنيون بالقضية بالحديث عن وجود عطل في خط المياه المغذي لدمشق، وعن فشل محاولاتهم في الوصول إلى مكان العطل، بسبب منع المسلحين لورشات الصيانة من الدخول للمنطقة، على حد تعبيرهم، فيما مر على هذه التصريحات أيام ليست بالقليلة، دون أي جديد أو إنجاز يذكر.

مواطنون: أصحاب الصهاريج يستغلون حاجتنا

ومن جهتهم مازال سكان العاصمة دمشق يعانون الأمرين للحصول على ما يلبي أدنى مستوى من حاجتهم اليومية للمياه بمختلف وشتى الأساليب، ما فتح الطريق أمام الكثير من المستغلين للبدء بالمتاجرة بالمياه، واستغلال انقطاعها المتواصل.

واشتكى العديد من المواطنين لجريدة (قاسيون) سوء حالهم في ظل انقطاع المياه عن منازلهم لأيام متتالية..

وقالت سمر من سكان المواساة في منطقة المزة إن «المياه مقطوعة عن منزلنا منذ ستة أيام، ونعتمد على الصهاريج التي لا تلبي طلباتنا دائماً، ويتقاضون مبلغ 500 ليرة للبرميل الواحد».

وأضافت «لا يمكن للإنسان الاستغناء عن المياه، ونحتاجها للغسيل والشرب ولا يمكن تحمل الوضع أكثر من ذلك».

أما سعاد في منطقة ركن الدين فقالت «لا نستفيد كما يجب من المياه التي تصل في فترات محددة من النهار، بسبب انقطاع الكهرباء الطويل، إذ لا يمكننا الغسيل أو الاستحمام، لعدم تلاقي الاثنتين معاً».

بينما قالت هناء من سكان دمر إن « المياه في منطقتنا مقطوعة منذ عشرة أيام، ولا تأتي إلا بشكل ضعيف جداً لا نستفيد منه ولايكفي».

ومن جهته قال أكرم من سكان منطقة الفحامة «بتنا نشتري المياه من الصهاريج، ولا يقبلون بأقل من 500 ليرة للبرميل الواحد، علماً أن محافظ دمشق وعلى وسائل الإعلام طمأن سكان دمشق أكثر من مرة، أننا لن نصل إلى الحالة التي تعاني منها حلب، لكن يبدو أن كلامه مجرد وعود، ولم نر أي حلول بديلة أو توضيحاً للأسباب التي نعيشها».

عشرة أيام على كلام وزير الموارد المائية والوضع على حاله

وكان وزير الموارد المائية كمال الشيخة كشف نهاية تشرين الثاني الماضي عن العمل على تنفيذ مشروع خط جر مياه آبار زرزر، ووضعه في الخدمة خلال الأيام القادمة، وذلك بهدف تحسين الوضع المائي في دمشق، والحد من حدوث اختناقات في مياه الشرب.

بينما أوضح مدير المؤسسة العامة لمياه دمشق وريفها المهندس حسام حريدين

في وقت سابق «أن  زيادة حدة التقنين في المياه خلال الأيام القليلة الماضية ناجم عن انخفاض غزارة الكميات الواردة من نبع الفيجة (بالإسالة) بسبب برودة الطقس، ما يؤدي إلى انخفاض كمية المياه الواردة، بالإضافة إلى فقدان أكثر من 50% من كمية المياه المخصصة لدمشق، بسبب الأعمال الإرهابية على المضخات منذ 31 يوما».

كما أكد حريدين أن « ورشات الإصلاح والصيانة التابعة للمؤسسة لم تتمكن من الدخول إلى منطقة عين الفيجة، وإصلاح الأعطال والأضرار التي أحدثتها التنظيمات الإرهابية في خط بردى، وإعادة المياه إلى وضعها السابق، ما أدى إلى نقص المياه في مدينة دمشق وزيادة ساعات التقنين».