نازحو أحياء حمص بانتظار تنفيذ الوعود
في مطلع شهر تشرين الثاني وبوجود حشد من أهالي أحياء القصور ومساكن التأمينات ومساكن الضباط في مدينة حمص، دعا محافظ المدينة الأهالي لتشكيل لجان أهلية لمتابعة المواضيع والقضايا التي تهم المواطنين، وخاصة تلك التي تعيق عودتهم لأحيائهم ومنازلهم، مع المؤسسات والجهات المعنية، مؤكداً أن المناطق المتضررة التي يمكن أن تزود بالخدمات الأساسية ستكون مؤهلة لعودة المواطنين إليها، وقد عرض الأهالي جملة من الصعوبات والمعيقات التي تعترضهم، إضافة إلى شرح واقع معاناتهم اليومية جراء النزوح عن بيوتهم.
واقع ووعود وروتين
ومن جملة ما عرضه الأهالي بحينه أيضاً، واقع عمليات السرقة والتعفيش لموجودات المنازل في تلك المناطق، حيث وعد المحافظ بوضع الحواجز اللازمة للتدقيق والتفتيش، منعاً لاستمرار تلك العمليات.
ولكن لسان حال الأهالي يقول إن واقع السرقة والتعفيش مازال مستمراً حتى تاريخه، على الرغم من وعود المحافظ، كما أن عودتهم إلى منازلهم وأحيائهم مازال يشوبها الكثير من الصعوبات والتعقيدات، بظل الروتين الذي تعمل من خلاله المؤسسات المعنية، التي أحال المحافظ إليها عملية التنسيق مع اللجان الأهلية، من أجل تذليلها ومعالجتها، ما يعني استمرار معاناة النازحين من أهالي تلك المناطق والأحياء، وخاصة تلك المتعلقة بأجور السكن التي يتكبدونها شهرياً، ناهيك عن واقع ارتفاع الأسعار، وتدني مستويات المعيشة التي طالت جميع المواطنين.
الوعر مأساة مستمرة
وعلى الجانب الآخر، ومتابعة لما سبق عرضه على صفحاتنا، مازال أهالي حي الوعر يعانون ما يعانونه من واقع الحصار المفروض عليهم، وخاصة ما يتعلق بإدخال المواد الأساسية من غذاء ودواء وغيرها من المواد، حيث وحتى تاريخه، مازال المسموح به هو 2 كغ من الخضار فقط لكل مواطن عند دخوله للحي، دون أي نوع غذاء آخر، مهما كان ضرورياً، (مثل السكر والطحين وحتى الملح وغيره من المواد الأساسية)، مع استمرار واقع الإذلال للمواطنين الذي يقوم به البعض على الحواجز، إضافة لما يعانونه داخلاً من المسلحين وتحكمهم بمصائرهم، الأمر الذي يعني المزيد من حالة البؤس والجوع والمرض التي يكابدها الأهالي في ذاك الحي، كما مازالوا يعقدون الآمال على استمرار الهدن، وإنجاح مساعي المصالحات، التي مازال البعض من هنا وهناك يسعى إلى إفشالها، على حساب أهالي الحي واستقرارهم وبقائهم.