معضمية الشام
ما زال الحصار مفروضاً على أهالي معضمية الشام، على الرغم من مرور ما يقرب عام ونصف على إعلان الهدن هناك، حيث يعاني الأهالي من نقص بالخبز وبالمواد الغذائية إضافة إلى النقص بالأدوية، وانعدام تام للمحروقات، مع واقع انقطاع التيار الكهربائي والشح بالمياه، ناهيك عن المعاناة اليومية التي يكابدونها من المسلحين داخلاً.
التقديرات تقول إن تعداد الأهالي المحاصرين بحدود 50 ألف مواطن، وعلى الرغم من السماح بتوريد بعض المواد الغذائية إلا أنها لاتكفي لسد الاحتياجات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، حيث يتم إدخال 2000 ربطة خبز يومياً فقط، أي أن كل عائلة يكون نصيبها ما يعادل 3 أرغفة خبز يومياً ، كما أن الأهالي يتصارعون على الكميات القليلة من الغذاء والمواد الأساسية الأخرى الداخلة يومياً، (شاحنة واحدة صغيرة للخضار، وعدة شاحنات صغيرة أخرى لبقية المواد الأساسية والضرورية)، ناهيك عن حالات الإذلال التي يتعرض لها الأهالي على بعض الحواجز، والخشية الدائمة من التعرض للقصف والاشتباكات في محيط المدينة.
يشار إلى أن نتائج عمل المصالحة كانت إيجابية، وهي مستمرة بالتقدم ولم تتوقف، ولكن ما زال يعتريها البطء والمزاجية أحياناً، عبر إجراءات التخفيف من حدة الحصار، سواء من حيث ادخال الأغذية والمواد والمستلزمات الأخرى، أو من خلال إدخال الأدوية والمواد الطبية بالتعاون مع الصليب والهلال الأحمر، أو من خلال دخول وخروج الأهالي من المدينة.
كما تم (تسوية) أوضاع الكثير من أبناء الأهالي، الأمر الذي لم يرق على مايبدو للبعض، حيث ما زالت حالات الخطف والقتل تجري داخلاً من قبل بعض المسلحين بحجة التعامل مع النظام، كما ما زالت عمليات الاعتقال تتم على بعض الحواجز بحجة التعاون مع المسلحين، مما زاد من معاناة الأهالي اليومية، الواقعين بين فكي كماشة، فهم غير مرضيين لا من قبل هذا ولا من قبل ذاك.
الأهالي بشكل عام ما زالوا متفائلين باستكمال (إجراءات المصالحة)، كي تفتح أمامهم أبواب العبور دخولاً وخروجاً، مع تأمين مستلزمات حياتهم، ليعيشوا باستقرار وأمان ودون منغصات، وكي تعود المدينة لممارسة نشاطها الحياتي اليومي، وخاصة بالنسبة للطلاب والموظفين.