للصبر حدود يا ناس!

للصبر حدود يا ناس!

يعاني أهالي قرى: (حبّيت، جبلايا، رسيون، الخالدية..) التابعة لناحية عين التينة - منطقة الحفة في محافظة اللاذقية من مجموعة من الهموم والمشاكل يمكن اختصارها على الوجه الآتي:

الطرق: فهي كانت منذ أكثر من ربع قرن معبّدة وتبهج السائر عليها، إلا أنها وكأيّ شيء في الدنيا لها عمر افتراضي. شاخت وتحتاج إلى إعادة تأهيل. لا سيما أن سيارات الشحن الضخمة المحمّلة التي تعبرها ذهاباً وإياباً من وإلى مقلع رسيون أهلكت الطريق. وأصبح المرور عليها (يرفع الضغط) من جرّاء المطبّات والحفر. ويقول الأهالي عن المقلع ساخرين: ((ألا يكفينا شرّ تلوّث البيئة من خلال الغبار المتصاعد منه؛ فهو غير مجهّز بأي فلتر مما يؤثر سلباً على الصحة العامة وعلى الأراضي الزراعية.. أضعف الإيمان، دعونا نموت بهدوء، دعوا جنازاتنا تمرّ بيسر على هذه الطرقات إلى مثوانا الأخير..)). 

النقل: يوجد فقط سرفيسان لتخديم هذه القرى الأربع ويعملان حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً فقط. والأجرة (75) ليرة للراكب، إلا أن السائق يأخذ (100) ليرة. ويعتبر محظوظاً من يحظى على مقعد بسبب الزحمة، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر طلاب الجامعة عن دراستهم والعاملين عن مراكز عملهم.‏ بالرغم من أنه يوجد عدد لا بأس من السرافيس مسجّلة لتخديم هذه القرى، إلا أنهم لا يتقيّدون ويعملون على خطوط (دسمة) أخرى. ولا من حسيب! 

المياه: حدّث ولا حرج عن مأساة أهالي تلك القرى بالحصول على نعمة مياه الشرب؛ فهي تصلهم كل عشرة أيام لمدة ساعتين. وما أكثر الوعود من قبل المسؤولين لحلّ هذه المشكلة! وما أكثر الأعباء التي يتكبّدها الأهالي من غياب هذه النعمة طوال هذه المدة! وخاصةً في فصل الصيف.  فهل يعقل أن تصبح المياه حلماً بل كابوساً لكل منزل؟! 

الريّ: الأراضي بعلية. فما زالت تلك القرى تعتمد في سقاية أراضيها على مياه الأمطار. حيث أن الأهالي يتعاملون في حالات الطقس مع التقويم الشرقي وحساباته في زراعتهم لمحاصيلهم وجنيها.. وكأنهم لم يدخلوا بعد هذا العصر. علماً أن سدّ طرجانو (الثورة) لا يبعد أكثر من (4) كم عن هذه القرى. ويستغرب الأهالي كيف أنهم غير مشمولين برعاية ذلك السدّ حتى الآن!.

الهاتف: أغلبية هواتف المواطنين في تلك القرى معطّلة. ويقول بعض الأهالي بتهكّمٍ مرّ: ((ليس غريباً أن يكون ثمة تواطؤ مع شركات الخلوي في إبقاء خطوطنا معطّلة. وإلا ما معنى عدم إصلاحها طيلة الأشهر الماضية!؟)). 

الصيدلة: لا وجود لها في هذه القرى. علماً أن قانون مزاولة مهنة الصيدلة يشترط على من يودّ افتتاح صيدلية له في المدينة أن يخدم في الريف سنتين على الأقل. ويتساءل الأهالي بمرارة: ((كل عام تخرّج جامعة تشرين المئات من حملة شهادة الصيدلة. تُرى ألم يحنْ دورنا في قدوم أحد أولئك الخريجين إلى قرانا؟!)).

المستوصف: يخدّم القرى الأربع مستوصف واحد في قرية (حبّيت) يخلو من أيّ طبيب، باستثناء طبيب أسنان. ويداوم العاملون فيه حتى الظهر ثم ينصرفون. وتقتصر خدمات المستوصف على المعاينة (تيمّماً) فحسب، لعدم توفّر الأدوية. ويطالب الأهالي بأن يفتح المستوصف ورديتين مع توفّر أطبّاء بشريين.

فهل يضمحلّ إهمال هذه القرى الجميلة من قبل الجهات المعنية وتقلّ معاناة ساكنيها، أم يفكّرون بالهجرة إلى بلاد العجم، أم ينتظرون بتفاؤلٍ وأملٍ إلى تغييرات ما.. فقد ينظر المسؤولون القادمون بعين العطف والرعاية على أحوال هذه القرى ويخفّفون من عذابهم ومآسيهم؟ 

 

تُرى، ألا تهزّكم هواجسنا أيها المسؤولون الحاليون؟!