أهالي حلب ارفعوا أيديكم عن الزناد

أهالي حلب ارفعوا أيديكم عن الزناد

هي صرخات تعالت جزعاً من هول الدماء التي أريقت يوم الثلاثاء بتاريخ 15/9/2015 نتيجة قذائف الحقد من العناصر المتشددة، والتي سقط ضحيتها 177 جريح و37 شهيد من بينهم 85 طفلاً منهم من تحول إلى أشلاء ولم يتم التعرف عليه، هذه القذائف التي طالت «صلاح الدين، الأعظمية، الأكرمية، حلب الجديدة، الحمدانية» حيث انهالت على المناطق السكنية الآمنة وعلى المدارس ما رفع حصيلة الضحايا.

«أنقذوا ما تبقى من حلب احموا من تبقى»

كلمات قالتها الحاجة أم عبد الله بمرارة وهي تبحث بين المصابين عن أحد أحفادها لتضيف، «شبعنا تنظير عن الصمود والتصدي من قبل منافقين كانوا أول من هربوا أبناءهم إلى خارج البلاد، وبقينا نحن وأبناؤنا لنموت هنا، وليس هناك من يأبه بنا».

أحمد، يصرخ هو الآخر بغضب ودماء الضحايا على يديه «أين الحسم، لم يبقى من حلب شيء ونحن نعاني من هذا الجحيم، فحتى الصمود والتصدي عاجز أمام ما نكابده»

هي لوعة وجرح في صميم الضمير الحلبي يعلوان، في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة الصراع بين طرفي الأزمة، ليزداد التغول في دماء السوريين الذين دفعوا أثماناً كبيرة ضحية هذه المعادلة.  

شلال دماء

 

حتى محاولات التهدئة والمبادرات التي جاء بها ديمستورا من طرح لإيقاف القتال في حلب، كل ذلك كان يكسر على صخرة التعطيل والعرقلة بشكل مقصود، دون أية محاولة لإعادة مثل هذه المبادرات على الأقل لإخراج المدنيين من دائرة الصراع ووقف شلال دماء المواطنين الأبرياء، الذين تحولوا إلى أرقام على طاولة المزاودات السياسية، وهي كلف لا تقل جسامة عن الخسائر والنزيف البشري الهارب من العنف من جهة، والواقع الاقتصادي الاجتماعي من جهة أخرى.